حلوان اسمها جيهلة ، وانه كان يعرف بأمه ، ملك أرض الجزيرة ، وكان معه من بني العبيد ، ومن قضاعة قبائل لا تحصى ، وان ملكها بلغ الشام .. إلا ان الطبري طعن في هذه الرواية وقال : كان حاكمها من الجرامقة يقال له الساطرون والعرب تسميه الضيزن من أهل باجرمى ... (١) والجرامقة قوم من العجم سكنوا الموصل.
وكان الضيزن آخر امرائهم ، وامارته في الحضر وهو قصر ومدينة بالقرب من مدينة تكريت بين دجلة والفرات ، وتصلها مياه الثرثار تمر بمدينة الحضر ثم تصب في دجلة اسفل تكريت. (٢)
ولا تزال اطلالها باقية ، وآثارها ناطقة بعظمتها البائدة ... وقد قيل في انقراض هذه الامارة:
الم يحزنك والانباء تنمى |
|
بما لاقت سراة بني العبيد |
ومصرع الضيزن وبني ابيه |
|
واحلاس الكتائب من تزيد |
اتاهم بالفيول مجللات |
|
وبالابطال سابور الجنود |
فهدم من اواسي الحضر صخرا |
|
كأن ثفاله زبر الحديد |
وفي هذه الأبيات بيان لبعض قبائلهم هناك. (٣)
وقال عدي بن زيد العبادي :
ايها الشامت المعيّر بالده |
|
ر أأنت المبرأ الموفور |
أم لديك العهد الوثيق من الأ |
|
يام بل أنت جاهل مغرور |
اين كسرى كسرى الملوك انوشر |
|
وان ام اين قبله سابور |
وأخو الحضر إذ بناه وإذ دج |
|
لة تجي اليه والخابور |
شاده مرمرا وجلله كل |
|
سا فللطير في ذراه وكور |
__________________
(١) الطبري ج ٢ ص ٦٣.
(٢) ابن هشام ج ١ ص ٢٥ ، والأغاني ج ٢ ص ١٤٤ ، والأخبار الطوال ص ٤٩.
(٣) بلوغ الارب ج ٣ ص ١١٩ وتتمة هذه الأبيات هناك وفي الأغاني.