وتضاربت المطالب والرغبات. وإذا كان هناك ما يدعو للاستفادة فهو قليل جدا وهذا لا يخلو ـ إذا تناولته اليد الغريبة ـ من الوقوع في الغلط ، والسقوط في هوة لا قرار لها ، وقد ينال الوضع الحقيقي لها مسخا وتشويها فيؤدي إلى شيوع الخطأ ، أو يتولد من تكراره والأخذ به أن يعود الصحيح مغلوطا فتنعكس القضية أو تشوه ...
وشتان بين هذه النظرات وبين النظرة الحقيقية المؤسسة على بيان الوضع الصحيح ، ولا يتيسر هذا الا بعد مراجعة نصوص كثيرة ، وتفكر عميق في الحالة ، وتثبيت ما عليه العشائر في الماضي والحاضر ... لنعدّ المادة للباحث الاجتماعي ، أو المربي فنسأل أنفسنا بعد أن يتم العمل وتنتهي المباحث بقولنا : إذا كانت العشائر بهذه الروحية ، وتلك النزعة ، وعلى هذا النمط من الحياة الاجتماعية والأدبية ... فما الذي يجب أن نراعيه في صلاحها ووحدتها ، أو تسييرها؟ وما هي النواقص الطارئة؟ وما العمل المثمر للوصول إلى الاصلاح.؟ومن ثم تبدأ وظيفة الباحث الاجتماعي أو المربي فتستدعي حلّه ، أو تسترعي نظره ...! وفي موضوعنا هذا تسهيل لمهمته ، وتعيين صحيح للوضع حذرا من أن يغلط المتتبع فيقع في سلسلة نتائج كلها أو أكثرها عثرات ... ولا أريد بالاجتماعي الفرد واختباراته الخاصة ...!
ولما كانت هذه تجربة ولأول مرة ، فمن الملحوظ أن تعرض لها أخطاء كثيرة من ناحية الغفلة وعدم الالتفات ، أو التقصير في الاستقصاء ، أو وجود بعض الحالات في جهة ، وما يعارضها في أخرى ، وهكذا مما لا يحصى أو لا يحاط به وطبعا نظرتنا فردية وجهودنا قليلة ولكنها بذرة للمتتبعين ، والأمل أن تكون نافعة وقد قيل لا يترك الميسور بالمعسور. ومن الله التوفيق.
|
عباس العزاوي |