الجيش الافرنسي استقل كل فريق من شمر في جهته وعهدت الرياسة إلى عراقي في المملكة العراقية وإلى سوري في المملكة السورية.
وهذه الرياسة لم يكن هذا سببها الوحيد وهناك رياسة من كل من آل محمد على ناحية أو قبيلة أو عدة قبائل. فالسلطة منقسمة بتكاثر آل محمد وتعددهم وفي زمن الحكومة العثمانية يعرف واحد منهم. واذا كان غير صالح لإدارة القبائل فالعشائر تميل إلى من تهواه من آل محمد ويبقى الرئيس واسطة التفاهم ... أما اليوم فكل واحد عرف رئيسا في جهته.
ان رياسة شمر في العراق قررت إلى الشيخ عجيل الياور ، فهو اليوم شيخ مشايخهم لا يزاحمه فيها مزاحم ، وقد خلف دهاما آل الهادي الذي ذهب إلى سورية. والآن هو في الحدود ويقود (شمر الحدود) كما سمتهم السلطة الفرنسية.
وان مشعل باشا صار شيخا على شمر الزور (كذا سمتهم حكومة سورية) وهم شمر الذين يسكنون دير الزور.
وهناك شمر آخرون يقودهم مثكل العجي (كذا في عشائر سورية) وتسميهم الحكومة الفرنسية (شمر دميرقبو).
وهنا يلاحظ ان القرابة موجودة بين عجيل الياور وبين دهام الهادي ابن عمه ولكن لم يقع بين هذين الرئيسين ما كانت تتوقعه السلطات الفرنسية من جراء العداء أو تتنبأ به من حدوث ما يثير كامن الحقد والضغينة وانهم سوف يبقون اعداء طول حياتهم استنتاجا من حوادث الصلح الظاهرية التي وقعت خلال عام ١٩٢٦ م في عانه وعام ١٩٢٩ م في حسيجة ... (١)
ولا يعدو هذا عن امور حدسية يظن تحققها أو أن تتوتر شقة الخلاف بين أقسام قبيلة قوية يخشى بطشها وسلطانها فيما اذا اتفقت وتوحدت
__________________
(١) العشائر السورية.