سنة ١٢٨٦ (١٨٧٥ م) ثار محمد بن عبد الله الرشيد على بندر ابن اخيه فقتله والحق به اخوته وابناء اخوته كافة ، وانفرد بالامارة ، وامتد حكمه إلى اطراف العراق والى مشارف الشام وغلب على نجد كلها ، وكان صارما في حكومته ، عدلا في ادارته ..
مات في سنة ١٣١٥ ه (كانون الأول سنة ١٨٩٧ م) ولم يعقب ولدا ، فخلفه ابن اخيه عبد العزيز بن متعب الذي قتل في ١٤ صفر سنة ١٣٢٤ (١٩٠٦ م) فخلفه ولده متعب ولم يطل أمره أكثر من سنة فقتله سلطان بن حمود بن عبيد بن علي الرشيد في ذي القعدة سنة ١٣٢٤ (١٩٠٧ م) وقيل في شعبان تلك السنة وصار اميرا مكانه ولم يطل أمره ، وبعد أشهر قلائل طرد من الامارة وقام مقامه اخوه سعود بن حمود ، ثم ثار حمود بن سبهان على هذا وجاء الأمير سعود بن عبد العزيز وكان قاصرا فلما بلغ الرشد اجلسه على كرسي الامارة سنة ١٣٢٦ ه (١٩٠٨ م) وبقي اميرا إلى الحرب العامة ، ثم قتله أحد أخواله سعود السبهان في ربيع عام ١٣٣٢ ه (١٩١٤ م) وضم ابن سعود حائل وتوابعها إلى ملكه واعتقل من بقي من آل الرشيد ، وطوى بساطهم. ثم قام بعضهم ولكن لم تكن لهم من المكانة ما تستحق الذكر. وآخرهم محمد بن طلال (١).
وهذا على يده انقرضت الامارة تماما واستولى عليها آل سعود في ٢٩ صفر سنة ١٣٤١ (سنة ١٩٢٢ م) فانتهى حكم آل الرشيد (٢).
وهذه الامارات لا همّ لها سوى السلب والنهب ، أو قل ان المحاربات فيما بينها اشبه بحروب العصابات وكانت عديدة ، وهي عشائرية في غالب حياتها. ولم تر المملكة راحة حتى قيض الله للجزيرة آل سعود فانقذ الناس مما هم فيه من الخطر على المال والحياة ، وسنتعرض لهم عند ذكر قبيلة عنزة وآل سعود من هذه الموسوعة ..
__________________
(١) عنوان المجد وحاضر العالم الاسلامي ج ٤ ص ١٧٢.
(٢) قلب جزيرة العرب ص ٣٤٩.