عين التقاليد والعوائد وتوطنتا متقاربتين القبيلة تغزو الأخرى أو تتصالح معها أحيانا. وللآداب اشتراك تام وللقصيدة من كل شاعر بدوي شهير لها تأثيرها على القومين على حد سواء ..
والآن بين قبائل شمر وعنزة صفاء تقريبا. وقد شاهدت بين الشيخ عجيل الياور شيخ مشايخ شمر ، وبين الشيخ محروت الهذال شيخ مشايخ عنزة مودة وألفة فلا أثر للتنافر. هذا وان والدة محروت بنت النمياط احد رؤساء التومان من شمر ، والصهرية بين امثال هذه القبائل لها حسن اثر في الألفة بين القبائل سوى ان هكذا مسائل اجتماعية يكون الغالب فيها العداء الموروث والرؤساء لا يخرجون عن نهج قومهم ورغبتهم كما ثبت في وقائع كثيرة ، والرئيس يكون مضطرا لموافقة قبيلته فلا يخرج عن ارادتها ولا يرضى أن يتجاوز أحد عليها أو تنالها اهانة ، أو كسرة ..
فلا يدع مجالا لقبول مثل هذه ولا تؤثر الصهرية على حد قول القائل :
وهل أنا الا من غزية ان غوت |
|
غويت وان ترشد غزية ارشد |
ولنترك الآن الأبحاث العامة ولنرجع إلى القبائل وبيان فروعها أو بالتعبير الأصح نعين درجة اتصالها بعضها ببعض. ونعيد القول هنا عمن كتب عن القبائل مثل الحيدري والآلوسي فانهم لم يراعوا التفخيذ وطريقه وانما لاحظوا تعداد القبائل فلم يتبعوا الطريق العلمي مقرونا بالمحفوظ بقدر الامكان ..
وهنا قبل ان اتكلم عن قبيلة عنزة لزم ان اشير إلى ان قبائل كثيرة من عنزة قد مالت إلى العراق وسكنته برمتها دون ان تبقي لها أثرا في نجد أو في الحجاز مع عنزة التي هي اصل القبيلة وامثال هذه لا نتعرض لها هنا وانما نجدها الآن ريفية ، ومستقلة باسمها الخاص .. والمشتقات من عنزة كثيرة جدا لذا أرجئنا البحث عنها إلى موطنها من عشائر الريف .. وفي كثرة هذه القبيلة حاضرا ما يغنينا عن بيان مشتقاتها من القبائل الريفية ولكن نعين انتسابها عند الكلام عليها في حينه.