الألفة الطويلة والتماسك القديم أدى إلى أن يكونوا قبيلة واحدة. ومن المقطوع به ان كل قسم من قبائلها يرجع إلى اصله المنسوب اليه والمحفوظ عنده وكذا المعروف عند المجاورين .. وان تشتت الآراء في اصل نسبهم ناجم من اختلاف فروعهم وعدم التمكن من ارجاعها إلى اصل واحد من جهة انهم متألفون من قبائل متعددة ، وكان الأولى ان يعين كل فرع وما يمت اليه من قبيلة معروفة ..
وقد ذكرهم مؤرخون عديدون وجاء عنهم في عشائر العرب للبسام ما نصه :
«ومنهم ـ من عشائر نجد ـ الضفير المشهورون ، والكماة المذكورون ذوو التقلب كتقلب الفلك ، والتنقل من ملك إلى ملك ، يحمون نزيلهم ، ويضفون جميلهم ، حمدهم سائر ، وفخرهم شاهر ، وفضائلهم لا تحصى ، ومحامدهم لا تستقصى ..» ا ه
ولم تكن علاقة سابقة بالعراق ، ولا جرى لهم ذكر في تواريخنا إلى ظهور (آل سعود) وحينئذ عرفوا بمناصبتهم العداء لهم ، ووقوع الحروب الدموية حتى مالوا إلى العراق بعد ان رأوا التنكيل المرّ ، والتدمير القاهر ..
وقال في كتاب مطالع السعود :
«وسمعت ممن أثق به انهم من بني سليم. فان صح ما ذكره كانوا عرانين ، اباة الضيم ، فقد كان يقال اذا كنت من تميم ففاخر بحنظلة ، وكاثر بسعد ، وحارب بعمرو ، واذا كنت من قيس ففاخر بغطفان ، وكاثر بهوازن وحارب بسليم» ا ه (١)
وقال الحيدري :
«من أعظم عشائر العراق وهم قبائل كثيرة يبلغون ثلاثين ألفا فأكثر ومنهم بنو حسين من الأشراف ومنزلهم في منازل المنتفك بين نجد والبصرة» ا ه.
__________________
(١) مطالع السعود ص ١٣٦.