التي يجب ان يجريها ، والعناية ضرورية ، ونعلم ان البدوي يهتم بفرسه ، ويلاحظها اكثر من نفسه ، ولكن السباق يحتاج إلى وصايا صحية ، وأوضاع خاصة في أكلها وشربها ... وركضها وتمرينها ولا يقوم بهذا عندهم سوى مالكها.
والبدوي على حالة غير حالة الريفي فانه يجفل فرسه دائما ، ويطارد عليها فتكون في وضع تأهب على الغارة ، وتابعة لأدنى اشارة .. بخلاف الريفي فانه لا يراعي هذه إلا في اوقات خاصة ولا مجال له ان يطارد في اراض محدودة ، فالخيل لا ترى ميدانا فسيحا ، وتحتاج إلى تمرين لتنال مكانة في الركض ، وغالب الخيل القوية النشيطة هي التي تعيش في مكان عذي (هواؤه عذب ونشيط) ومن ثم يكون النجاح كفيلها ... والألعاب ، والسباق على ظهور الخيل من ألذّ ما يجري بين العربان في أيام افراحهم ، أو ابان التمرن على الحروب ... والتأهب للغزو.
وهنا يظهر المجلي من الخيول ، وهذه تابعة لتقدير قوة الأعصاب للعدو ... ونفس الركض وميدانه حتى ان بعض الخيل قد لا تسبق اذا لم يطل ميدانها ، وتنال السبق على الكل اذا طال المدى ... فاذا لم تقدر هذه النواحي وأمثالها فلا أمل في نجاح غيرها ، ويضرب العرب الأمثال في المدى وطوله ... وعلى كل حال هناك أمور يجب الانتباه اليها وتحتاج إلى خبرة وفكرة قويمة ، وغالب من يقوم بهذه المهمة متمرن عارف ...
وفي هذه الأيام راج سوق الخيل في السباق ، وتولدت بينهم مصطلحات كثيرة لما رأينا من عناية الأجانب بها ، واستفادتهم منها ، وتعيين درجات السبق ، والرهان عليه ... ومن ثم رجحت من نالت السبق لمرات ، وصاروا يتغالون في أثمانها بالنظر لما تربحه ، واشتهرت كثيرات قد لا تكون علاقة للرسن بهن ، وانما انحصر ذلك في خيل معينة ، وبهذا حصل انتقاء في السوابق ، وطوي ذكر الخيل الأخرى ، وان كن من الخيل العراب ... وفي المثل (عند الرهان تعرف السوابق).