محمود الكيلاني النقيب السابق ، وكنت حاضر المباحثة معه في بعض اوضاعنا الدينية ، وكان ابن مشهور ينقدها ، ويورد الآيات وبعض الأحاديث تقوية لحجته ، وان سماحة النقيب يوضح له ، ويوجه أغراض اهل بغداد ، ويعتذر له من أخرى ويقول : هؤلاء صلحاء لا أكثر ، ولا نعتقد فيهم غير ذلك! اما ابن مشهور فانه استمر في بيان تلك الأوضاع حتى قال : ما هذه اذن؟ (واشار إلى قبة الشيخ عبد القادر الكيلاني) ألم تكن طاغوتا ألم يقدم لها الاحترام!!
وهكذا نسمع الشمري يقول وكان قد رأى ما يخالف عقيدته :
يا عون من طالعك برزان |
|
ونام بشناكك هني |
ويا عون من فاركك البرغوث |
|
وفراك عبادة علي |
وبرزان قصر ابن رشيد في نجد ، وأراد بعبادة علي الشيعة في حين انهم لا يعبدون الامام عليا «رض» وانما يعتقدون فيه الامامة ، وهؤلاء البدو لا يفرقون ، ويرون مجرد الانقياد إلى الشخص عبادة ...
ومن حاول اصلاح هؤلاء وجب عليه ان يلقنهم العقيدة من ناحية تفكيرهم دون أن يدخل فيها ما لا تقبله افهامهم ... بأن تلخص له أساسات العقيدة بلا توغل في تفرعات زائدة ، وان لا يعرف بالمذاهب الا انهم علماء معروفون لا اكثر ... وأرى أن يكثر له من تدريس القرآن الكريم ، وأن لا يعدل عنه ، وان يسترشد بأحكامه ... وفي هذا اصلاح لأخلاقه وعقيدته معا ، وفيه أبعاد عن كل نعرة طائفية ، واستهواءات حزبية ... فيكون مصروفا إلى ادلته الحقة ، وأن نقربها لفهمه .. وهم في الغالب مالكية ، أو حنابلة ويجب أن يلقنوا العبادات على مذاهبهم بما لا تصح بدونها ، وان يلاحظ تقليل التكليفات قدر الامكان ، والدين يسر ...
وعلى كل حال رغبة الاصلاح تستدعي التفكير الطويل ، واستطلاع الآراء حتى تظهر الفكرة القوية الصالحة ... وأرى من الضروري تدريسهم مجمل التاريخ الإسلامي ، وذكر الغزوات والملاحم الإسلامية بحيث يتجلى