مما لا يعوّل عليه ... وان كان الانتساب إلى القبيلة مقطوع به في اكثر الاحيان.
وهنا قبائل لا يعرف انتسابها إلى احد هذين الشطرين يقال لها (القبائل المتحيرة) وسيأتي الكلام عليها.
ولما كانت الاقوام والقبائل اختلطت واشتبكت في وقائع كثيرة فاللغة وتخالف اللهجة عادا لا يصلحان تماما وقطعا وليس فيهما كفاية للتفريق ، واما النسب ، والنخوة : فهما مما يؤيد وجود القربى ، او الاتصال ... ولم يكن ذلك معوّلا عليه في سنده من كل وجه. وما قاله صاحب اشتقاق الانساب من ان الحميرية لا تقف على اشتقاق (١) لبعد العهد بمن كان يعرفها ... دليل آخر على ان الانساب عادت لا تعرف ايضا إلا اجمالا لعين السبب ، ولم يصح اتصال الاشخاص وحفظ اسمائهم بالتوالي ... (٢) إلا لمقدار معلوم ومعين.
__________________
(١) المراد بالاشتقاق اصل الكلمة او اللفظة التي سمي بها المرء الذي هو جد القبيلة او القبيلة رأسا ومعناها في اللغة وطريق اخذها.
(٢) ص ٣١٢.