وكنا لا يرام لنا حريم |
|
فنحن كضرة الضرع الفخور |
* * *
كذاك الدهر دولته سجال |
|
فيوم من مساءة أو سرور |
وفي هذه الأبيات يتألم القحطاني في العراق من تغلب المعدية وسيطرتها عليهم بعد أن كان لا يرام لهم حريم ولم يلاحظ العربية الجامعة والأخوة القومية والدين الشامل ... فالمفاخرات وتسلط القبائل العدنانية مما رآه مصابا جللا ...
وكذا يقال عن محاورة عمرو بن عبد المسيح وما جرى له مع خالد ابن الوليد مما برهن به على قدرة تلاعبه بالعربية وبيانه عنها.
وفي وقعة الحيرة وانتهائها بالصلح قال القعقاع بن عمرو مبينا أن أهل الحيرة عرب مالوا إلى الأرياف :
سقى الله قتلى بالفرات مقيمة |
|
وأخرى باثباج النجاف الكوانف |
فنحن وطئنا بالكواظم هرمزا |
|
وبالثني قرني قارن بالجوارف |
ويوم أحطنا بالقصور تتابعت |
|
على الحيرة الروحاء إحدى المصارف |
حططناهم منها وقد كاد عرشهم |
|
يميل به فعل الجبان المخالف |
رمينا عليهم بالقبول وقد رأوا |
|
غبوق المنايا حول تلك المجارف |
صبيحة قالوا نحن قوم تنزلوا |
|
الى الريف من أرض العريب المقانف |
ومن هذا كله يعلم ان عرب العراق من جزيرة العرب مالوا إلى الأرياف أو تنزلوا إليها ... وكانت السلطة بايديهم ولكنها في قوة تارة وضعف اخرى. والعرب في الجزيرة لا يعدون من انفصل منهم انه يعود اليهم يوما ... ولذا ينسى فلا يحفظون له تاريخا ...
نراهم يقولون عن قوم منهم لا نعرفهم ... وهذا ظاهره الطعن ولكنه في الحقيقة نسيان واهمال لشأنه ... بسبب الوقائع المؤلمة والحوادث القاسية التي دعت فلم يتمكنوا من العودة وطاب لهم المقام ...