ويقال انه دخل على العرب وحارب عدنان فاجتمع اكثر العرب فقتل فيهم واثخن. ثم رجع بختنصر إلى بابل بما جمع من سبايا العرب فالقاهم بالانبار فقيل (انبار العرب). وبذلك سميت الانبار. وخالطهم بعد ذلك النبط. وبقيت بلاد العرب خرابا ...
وفي هذه الاثناء تطاحنت العرب فيما بينها واقامت عدنان بمكة .. ا ه
وفي خلال سطور التاريخ نجد ان ملوك اليمن قد انبسط ملكهم ودانت لهم الاطراف ومضوا إلى العراق والى ما هو أبعد منه ...
جاء في تاريخ الطبري (١) ما نصه :
«إن ملك اليمن وهو تبّع المعروف تبان أسعد سار بجيوشه حتى جاء إلى جبلي طيىء ثم مضى يريد الانبار فلما انتهى إلى الحيرة ليلا تحير فاقام مقامه. ولذا سمي ذلك الموضع (الحيرة). ثم سار وخلف به قوما من الأزد ، ولخم ، وجذام ، وعاملة ، وقضاعة ، فبنوا وأقاموا. ثم انتقلت اليهم أناس من طيىء ، وكلب ، والسكون ، وبلحارث بن كعب ، واياد. ثم توجه إلى الأنبار ... ثم انكفأ راجعا إلى اليمن» ..
وفي رواية خرج تبع في العرب حتى تحيروا بظاهر الكوفة وكان منزلا من منازله فبقي فيها من ضعفة الناس فسميت الحيرة لتحيرهم. وخرج تبع سائرا فرجع اليهم وقد بنوا وأقاموا وأقبل تبع إلى اليمن وأقاموا هم. ففيهم من قبائل العرب كلها من بني لحيان ، وهذيل ، وتميم ، وجعفى ، وطيىء ، وكلب ... وأيد ذلك التاريخ الإسلامي في وقائع كثيرة منها أن الوفود إلى الرسول صلى الله عليه وسلم نجد فيهم قبائل من اليمن ونرى اخوانهم في العراق فمثلا بهراء جاءت وفودها إلى الرسول صلى الله عليه وسلم كما في طبقات ابن سعد ، وحاربها خالد في العراق على ما سيجيء ...
والحاصل ان الأقوال التاريخية ـ مما مصدره العرب والعراق ـ كثيرة
__________________
(١) ج ٢ ص ٣.