طائفة من أهل الشام مع مروان (١).
قلت : ثم قوي أمر مروان ، وقتل الضّحّاك ، وبايعه (٢) أهل الشام ، وسار في جيوشه إلى مصر فأخذها ، واستعمل عليها ولده عبد العزيز. وعاجلته المنيّة ، فقام بعده ابنه عبد الملك ، فلم يزل حتّى أخذ البلاد ، ودانت له العباد.
وقال شعيب بن إسحاق : ثنا هشام بن عروة ، عن أبيه ، أنّ يزيد كتب إلى ابن الزّبير : إنّي قد بعثت إليك بسلسلة فضّة ، وقيد من ذهب ، وجامعة من فضّة ، وحلفت لتأتينّي في ذلك ، قال فألقى الكتاب وقال :
ولا ألين لغير الحقّ أسأله |
|
حتّى يلين لضرس الماضغ الحجر (٣) |
قال خليفة (٤) : ثمّ حضر ابن الزّبير الموسم سنة ثنتين وسبعين ، فحجّ بالناس ، ولم يقفوا الموقف ، وحجّ الحجّاج بن يوسف بأهل الشام ، ولم يطوفوا بالبيت.
وروى الدراوَرْديّ ، عن هشام بن عروة قال : أوّل من كسا الكعبة الدّيباج عبد الله بن الزّبير ، وإن كان ليطيّبها حتّى يجد ريحها من دخل الحرم (٥).
زاد غيره : كانت كسوتها الأنطاع (٦).
وقال عبد الله بن شعيب الحجبيّ (٧) : إنّ المهديّ لمّا جرّد الكعبة كان فيما نزع عنها كسوة من ديباج ، مكتوب عليها لعبد الله أبي بكر أمير المؤمنين (٨).
__________________
(١) الخبر بطوله في تاريخ دمشق ٤٤٨ ـ ٤٥١.
(٢) في الأصل «وبايعوه».
(٣) تاريخ دمشق ٤٥١.
(٤) في التاريخ ٢٦٨ بغير هذه العبارة ، والخبر بنصّه كما هنا في تاريخ دمشق ٤٥٥ عن خليفة.
(٥) تاريخ دمشق ٤٥٦.
(٦) تاريخ دمشق ٤٥٦.
(٧) في الأصل «الحجي».
(٨) تاريخ دمشق ٤٥٦ ، العقد الثمين ٥ / ١٧٤.