وعلى هذا الأساس فلا مانع ـ على ضوء القرآن والعقل ـ أن يمنح الله ـ الّذي جعل الشفاء في العسل والأدوية النباتية والكيمياوية ـ أن يمنح نفس تلك القدرة للأنبياء والأئمّة ـ عليهمالسلام ـ.
انظر إلى المرتاضين (١) كيف يتمكّنون من بعض التصرّفات الغريبة ، فما المانع من أن يتفضّل الله على الأنبياء والأئمّة ـ عليهمالسلام ـ بقدرة الإشفاء ، ويجعلهم قادرين على القيام بأعمال محيِّرة للعقول وخارقة للأسباب المادّية والطبيعية؟!
إنّ قدرة الأنبياء والأئمّة ـ عليهمالسلام ـ على شفاء المريض والقيام بأعمال استثنائية لا تُنافي أن يكون الله هو السبب الحقيقي والعلّة الأساسية لها ، وذلك بأن مَنَحهم القدرة على التصرُّف في الكون ـ بإذنه تعالى ـ عند الحاجة والمصلحة.
والجدير بالذكر أنّ في القرآن الحكيم آيات تصرّح بأنّ الناس كانوا يراجعون الأنبياء ـ وغير الأنبياء أيضاً ـ كي يقوموا بأعمال استثنائية خارقة للعادة الطبيعيّة.
وإليك بعض تلك الآيات :
(... وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى إِذِ اسْتَسْقاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ ...). (٢)
يدلّ ظاهر هذه الآية على أنّ بني إسرائيل طلبوا من النبيّ موسى ـ عليهالسلام ـ في وقت الجفاف وعدم توفّر الماء أن يهيّئ لهم الماء بالطُّرق الغيبية والمعجزة ، لا بالأسباب المادّية الطبيعية.
وترى واضحاً ـ في الآية ـ أنّ بني إسرائيل لم يطلبوا من النبيّ موسى أن
__________________
(١) المرتاض : هو الّذي يقوم بالرياضة الروحيّة والتمارين الشاقّة ، ليمنح روحه شفّافيّة خارقة ، تمكّنه من بعض التصرّفات الغريبة ، طبعاً تلك الشفّافيّة شيطانيّة وليست رحمانيّة ، ولهذا فهي تزول مع ترك تلك التمارين.
(٢) الأعراف : ١٦٠.