١. من أن يتحوّل القبر إلى وثن يقف الناس بين يديه يعبدونه ، فمع وجود الحاجز لا يمكن رؤية القبر فلا يمكن اتّخاذه وثناً للعبادة.
٢. من أن يُتَّخذ قبلة ، ذلك لأنّ اتّخاذه قبلة فرع رؤيته.
فإن قال قائل : إنّ الكعبة قبلة للمسلمين في حين أنّ أكثر المسلمين لا يرونها وقت العبادة.
فالجواب : لا تصحّ المقارنة والمقايسة بين الكعبة والقبر ، لأنّ الكعبة قبلة عامّة وعالمية لجميع المسلمين في كافّة أرجاء الكرة الأرضية ، وليست قبلة للعبادة فقط ، بل للعبادة وغيرها كالذبيحة والدفن وما شابه ، فهي قبلة في جميع الأحوال ، ولا علاقة للرؤية فيها بأيّ وجه.
أمّا اتّخاذ قبر النبيّ ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ قبلة ، فإنّما يمكن للّذين يتواجدون في مسجده ويقيمون الصلاة عنده ، فإبراز القبر الشريف يمهّد لهذا الاحتمال ـ على رأي عائشة طبعاً ـ بينما يكون الستر مانعاً عن ذلك.
٤. ومن القرائن الدالّة على أنّ نهي النبي ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ إنّما هو عن عبادة القبور ، هو أنّ الكثير من شارحي صحيح البخاري ومسلم فسّروا الحديث بمثل ما فسّرناه ، وفهموا منه مثل ما فهمناه ... فمثلاً :
يقول القسطلاني ـ في كتاب إرشاد الساري ـ :
إنّما صوّر أوائلهم الصُّور ليستأنسوا بها ويتذكّروا أفعالهم الصالحة ، فيجتهدوا كاجتهادهم ويعبدوا الله عند قبورهم ، ثمّ خَلَفهم قوم جهلوا مرادهم ، ووسوس لهم الشيطان أنّ أسلافهم كانوا يعبدون هذه الصور ويُعظّمونها ، فحذَّر النبي عن مثل ذلك.
إلى أن يقول :