أو يترك شيئا مما أوحى إليه أو يأمر من عنده فكيف يبقى اعتماد على أقواله.
الثاني : أنه ان ارتكب المعصية فإما أن يجب علينا اتباعه فيكون قد وجب علينا فعل ما وجب تركه واجتمع الضدان ، وإن لم يجب انتفت فائدة البعثة.
الثالث : أنه لو جاز أن يعص لوجب ايذاؤه والتبري منه لأنه من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، لكن الله تعالى نص على تحريم ايذاء النبي فقال : (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ).
الرابع : أنه يلزم بعصيانه سقوط محله ورتبته عند عامة الناس فلا ينقادون إلى طاعته فتنفي فائدة البعثة.
الخامس : أنه لو لم يكن معصوما لانتفى الوثوق بقوله ووعده ووعيده فلا يطاع في أقواله وأفعاله فيكون إرسال الأنبياء عبثا.
السادس : أنه يقبح من الحكيم أن يكلف الناس باتباع من يجوز عليه الخطأ فيجب كونه معصوما ولأنه يجب صدقه ان لو كذب والحال ان الله امرنا باطاعته لقوله تعالى : (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ). (لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) لسقط محله عن القلوب فتنتفي فائدة البعثة.
النبوة وروح القدس :
لا كمال للإنسان إلا بكمال روحه ولا كمال للروح إلا بكثرة الإحاطة فالروح المحيطة بما سوى الله تعالى هو الكمال المطلق وهو روح القدس والإنسان المؤيد بتلك الروح هو الإنسان الكامل فقط وهو محبة الله تعالى في خلقه.
وفي الكافي عن مولانا الإمام الباقر عليهالسلام لجابر : يا جابر ان في الأنبياء والأوصياء خمسة أرواح : روح القدس وروح الايمان وروح الحياة وروح القوة وروح الشهوة. فبروح القدس يا جابر عرفوا ما تحت العرش إلى ما تحت