مُتْطَوٍ في مسْتَوى دُجْيةٍ |
|
كانْطِواءِ الحُرِّ بَيْنَ السِّلَام |
الحُرُّ ـ الابْيَضُ من الحَيَّاتِ والسِّلامُ ـ الحِجارةُ* ابن السكيت* انه لَابْنُ لَيْلٍ ـ اذا كانَ صاحبَ سُرًى قَوِيًّا عليها ومنه قول أم تابط شرا وابْناهْ وابْنَ اللَّيْلِ وأنشد للعنبرى
ما ذَا يُرِينى اللَّيْلُ من أهْوالهِ |
|
أنا ابْنُ عَمّ اللَّيْلِ وابْنُ خالهِ |
اذا دَجا دَخَلْتُ في سِرْبالهِ |
|
لَسْتُ كمَنْ يَفْرَقُ من خَيالِهِ |
وهذا كقول أبى النجم ووَصَفَ أُتُنًا (١)
وظَلَّ يُوفِى الاجْمُدَ ابْنُ خالِها |
|
مُسْتَبْطِئًا للشمسِ في إقبالِها |
أراد بابنِ خَالِها فَحْلَها وهذا قاله ضرورة للقافية ويقال لكل من رَكِبَ الليلَ وان لم يكن ذا نَجْدةٍ ابْنُ اللَّيْلِ وعلى هذا المذهب قالوا لكل من أُضِيفَ الى شئ أو عَلِمَ شيا أو أطاقَ شَيْأً أو تَشَهَّرَ به أو نُسِبَ اليه هو ابْنُ كذا* قال على بن حمزة* فمن ذلك ما أخْبَرَنا به الهِرَّانِىُّ عن الرِّيَاشِىِّ عن الاصمعى عن العَدَوِى أنه قال أنا ابنُ التاريخ وكنتُ عامَ الهِجْرة لا أُحسِنُ الرَّطَانةَ ولا أَرْضَى العِشْرةَ ولا أَرْهَبُ من رَصَّاصَةٍ وما قَرْقَمَنِى الا الكَرَمُ وقال جرير
ولقد تركتُ بَنِى النِّقَاضِ كانَّهُمْ |
|
أَنْقاضُ صائفةٍ بقَاعٍ قَرْقَرِ |
ومن ذلك قول الشاعر
أَيَّامَ أَبْدَتْ لنا عَيْنًا وسَالِفةً |
|
فقلتُ أَنَّى لها جِيدُ ابنِ أَجْيادِ |
واجْيَاد ـ موضعٌ بالحَرَم أى كيف أُعْطِيَتْ جِيدَ الظبى الذى بالحرم ومنه قول (٢) ابن حَرْبةَ في هِجاء بنى حنيفة
أَبْناءُ نَخْلٍ وحِيطانٍ ومَزْرَعةٍ |
|
سُيوفُهمْ خَشَبٌ فيها مَساحِيها |
ومنه قولُ ابنِ الرُّقَيَّات (٣)
أَنْتَ ابنُ مُسْلَنْطِح البِطَاحِ ولم |
|
تُطْرَقْ عَلَيْكَ الحُنِىُّ والوَلَجُ |
ومنه قولهم في بعض النحويين ابْنُ النَّحْوِ قال على بن حمزة هو مَسْلَمةُ بْنُ عبدِ الله بنِ سَعْدٍ الفِهْرِىُّ وهو ابنُ أختِ عبد الله بن أبى اسحق الحَضْرَمِى النَّحْوِى وعلى هذا قال اليزيدى أنا ابن القَماطِرِ وهذا معنى الحديث «لا يَدْخُلُ الجنةَ وَلَدُ ابنِ الزّنا» يراد به المُلازِمُ له والله أعلم والله تبارك وتعالى أَعْدلُ من أن يُطالِبَ العَبْدَ بذنبِ غيرهِ وهو سبحانه يقول
__________________
(١) قلت لقد أخطأ على بن سيده في ارجاعه ضمير خالها على الأتن والصواب أنه راجع الى الاجمد قبله لكثرة ايفائه عليها مترقبا خوفا من الصياد ونظيره قول حميد الارقط يصف عانة وعيرها
أقب ميفاء على الرزون |
|
أحقب سحاج مسئل عون |
(٢) قلت لقد حرف ابن سيده هنا في قوله ابن حربة في هجاء بنى حنيفة فقد حرف أبو بابن وحزرة بحربة والصواب أن الهاجى لهم إنما هو أبو حزرة جرير بن عطية بقصيدة عددها ثلاثة عشر بيتا مطلعها
قد غلبتني رواة الناس كلهم |
|
الاحنفية تفسوفي مناحيها |
وختمها بقوله
صارت حنيفة أثلاثا فثلثهم |
|
من العبيد وثلث من مواليها |
فزوجوهم فهم فيهم وناسبهم |
|
الى جنيفة يدعو ثلث باقيها |
وكتبه محمد محمود لطف الله به
(٣) قلت لقد بالغ ابن سيده هنا في ـ