واصبح بحاجة لزعيم ديني وقد أدرك بيبرس الملقب بالظاهر ملك مصر من ملوك دولة المماليك بعد أن تغلب على المغول حاجة العالم الإسلامي إلى إحياء الخلافة فاستدعى إليه احمد بن الظاهر محمد بن الناصر العباسي الذي نجا من حبائل المغول ويصير عم لمستعصم الذي قتله المغول فبايعه الملك وقاضي القضاة تاج الدين وكبار الفقهاء والناس بالخلافة سنة ٦٦٠ ه أو سنة ٦٥٩ ه ولقب احمد بالمستنصر بالله وأصبحت القاهرة من ذلك الحين مقراً للخلفاء العباسيين وكانوا يلقبون بالأئمة وكانت سلطتهم لا نفوذ لها إلا من الجانب الديني فقط ، ثمّ أراد الملك بيبرس أن يسترجع بغداد للخلفاء العباسيين فأعد العدة وجهز الجيوش وتوجه مع الخليفة المستنصر المذكور فلما احتلوا دمشق عاد الملك بيبرس إلى مصر وتقدم الخليفة المستنصر قاصداً بغداد وقبل أن يصل إليها وصلت إليه المغول وقتلوه واغلب أصحابه ولم تكن خلافته إلا خمسة اشهر وعشرين يوماً وكان في حلب رجل ينتسب للعباسيين اسمه احمد بن علي نجا مختفياً من بغداد استقدمه الملك بيبرس إلى مصر وبايعه بالخلافة ولقب بالحاكم بأمر الله سنة ٦٦١ ه فعادت الخلافة العباسية في مصر برعاية ذلك الملك الظاهر إلا أنها كانت منصباً دينياً محضاً حتى دخول السلطان سليم الفاتح المشهور لمصر فتنازل له آخر الخلفاء العباسيين عن