في الأوساط الدينية انه كان يزوره عضد الدولة. ثمّ جاء من بعده تلميذه علم الهدى الشريف المرتضى المتوفى سنة ٤٣٦ ه فألف كتبه في أصول الدين كالشافي وفي أصول الفقه كالذريعة ويقال انه أول كتاب صنف في هذا الباب للشيعة ولم يكن لهم في علم أصول الفقه قبل هذا إلا رسائل مختصرة وألف رحمهالله في فروع الفقه الناصريات والانتصار وغيرهما. ثمّ جاء من بعده في هذا الدور الشيخ محمد الطوسي المتوفى سنة ٤٦٠ ه صاحب كتاب التهذيب والاستبصار فألف كتاب الخلاف في الفقه الاستدلالي وكتاب المبسوط المملوء بالفروع الفقهية والذي ذكر فيه بأنه لا يزال يسمع من معاشر مخالفينا من المتفقهين يستحقرون فقه أصحابنا الامامية وإن هذا جهل منهم بمذهبنا وقلة التأمل لأصولنا. وألف كتاب النهاية الذي هو موضع العناية من الفقهاء وكان الفقهاء يتبعون طريقة الشيخ الطوسي ومنهجه في الاستدلال والاستنتاج ولم يخرجوا عن ذلك مدة تقارب القرن من الزمن لحسن ظنهم بالشيخ بل قيل أنهم كانوا مقلدين له حتى أن البعض لقبهم بالمقلدين له فيما استنبط ومقتفين أثره فيما اجتهد واستنتج لا يتعدون عما قال ولا يخرجون عن رأيه في البحث والمقال إلى أن جاء في هذا الدور محمد بن إدريس الحلي المتوفى سنة ٥٩٨ ه فهاجم طريقة الشيخ الطوسي في