المسلمين على منابرهم ثمانية وخمسين سنة وسفكوا الدماء الزكية الطاهرة من ذرية رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وانتهكوا الحرمات الإلهية واسرفوا بالقتل والفتك في المسلمين والسلب والنهب لحجاج بيت الله المؤمنين فقتلوا عبد الله بن حنظلة وسبعمائة من المهاجرين والأنصار. واغاروا على المدينة المنورة واحرقوا دورها حتى دار أبي أيوب الأنصاري صاحب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ثمّ بعد هذا أباحوها للجند ثلاثة أيام يقتلون فيها الناس ويسلبون الأموال ويسبون النساء. ورموا الكعبة بالمنجنيق بعد نصبه على جبل أبي قبيس فاحترق سقفها واستارها. كما رماها الحجاج مرة ثانية في أيامهم وبأمرهم. واتخذوا الخصيان ومنعوا حج بيت الله الحرام. واضطهدوا الفقهاء فجلدوا سعيد بن المسيب المسمى بفقيه الفقهاء وشهروا به في أسواق المدينة ومنعوا الناس من الاجتماع به. واغتالوا محمد بن أبي بكر الفقيه الصالح بالسم. ونكلوا بسعيد بن جبير المقرئ الفقيه المحدث الزاهد التابعي العالم بالتفسير وكان يلقب بجهبذ العلماء ولم يرعوا العبد الصالح حجر بن عدي بقتلهم إياه وهو من أبطال الفتح لنهاوند (وفي الكامل لابن الأثير إن الناس يقولون أول ذل دخل الكوفة موت الحسين بن علي وقتل حجر ودعوة زياد) أي دعوة معاوية لزياد بن سمية بأنه اخوه لأبيه أبي سفيان ، وقتلهم عمرو بن الحمق من أصحاب