باسم الأحكام الدينية وبلغ بالعباسيين الحد في تشييدهم مجد الفقهاء أن يتمنى المنصور أن يجلس في مصطبة وحوله أهل العلم والحديث ويأمر مالك بن انس أن يكتب له كتاباً يتجنب فيه رخص ابن عباس وشدائد ابن عمر فكتب (الموطأ) سنة ١٤٧ ه ويقال أن المنصور أراد أن يحمل الناس على العمل بالموطأ وأبى مالك ذلك. ويبعث هارون الرشيد ولديه الأمين والمأمون ليتعلما الأحكام الشرعية من مالك والشيباني ويطلب من أبي يوسف أن يكتب له كتاباً في الخراج. وأمر هرثمة ابن أعين حين ولاه خراسان برعاية العمل بالأحكام الشرعية والرجوع للفقهاء في معرفتها. وقد صب وهو الخليفة الماء على يدي أبي معاوية الضرير أحد الفقهاء. وان يجمع المأمون العلماء ويبحث معهم المسائل الدينية. ويبحث معهم في إثبات أفضلية الإمام علي بن أبي طالب عليهالسلام إلا أن الحقيقة انهم أرادوا أن يتذرعوا بالدين للقضاء على أهل الدين ويتخذونه وسيلة لتوطيد سلطانهم ورفع مقامهم كما يشهد بذلك إسرافهم في قتل الصلحاء وسبي النساء والولوغ بدماء الأبرياء واتباع الشهوات فكان سفاحهم سفاكاً للدماء ومنصورهم نصيراً للباطل ورشيدهم مرشداً للضلال ويدرك ذلك كل من ألقى السمع وتبصر في التاريخ.