الواقعيّة الخارجيّة أيضا تكون مائة أم تكون مائة وواحدة؟ إن قلت بالأوّل فأين ما وضع له الإنسان والواقعيّة التي كانت جامعة لهذه الأفراد؟ وإن قلت بالثاني ـ كما هو الظاهر من كلامك ـ فهذا ما قال به الرجل الهمداني ، وهو مردود عندك أيضا ، فهذا المعنى الذي ذكره المحقّق العراقي قدسسره غير تام.
ولا يخفى أنّه لا واقعيّة لكلّي الطبيعي في قبال واقعيّة أفراده ، بل كلّ فرد من الأفراد له واقعيّة إنسانيّة وخصوصيّات فرديّة يشترك في الأوّل مع سائر الأفراد ، وفي الثاني يتغاير معها ، وهذا المعنى لا ينافي أصالة الوجود واعتباريّة الماهيّة.
وأمّا الكلام في الجهة الثالثة : وهي مرحلة الإثبات والوقوع خارجا ومصداقا ، وأنّ الأقسام الممكنة المذكورة هل يكون لها مصداق في الخارج أم لا؟ فنقول : لا إشكال في وقوع الوضع العامّ والموضوع له العامّ كوضع أسماء الأجناس ، ومثّلوا للوضع الخاصّ والموضوع له الخاصّ بالأعلام الشخصيّة. ولكن يرد عليه إشكال غير قابل للذبّ ، وهو مبتنى على مقدّمتين :
إحداهما : أنّ الموجود في الذهن مع وصف كونه في الذهن مباين للموجود الخارجي مع كونه في الخارج ، ولا يمكن الجمع بينهما.
وثانيتهما : أنّ الوجود الذهني عبارة عن تصوّر الشيء والتفات النفس إليه ، فيكون لنا عند تصوّر الشيء ملحوظان : أحدهما : ملحوظ بالذات ، وهي الصورة الذهنيّة الحاصلة من تصوّر الشيء. والآخر : ملحوظ بالعرض ، وهو الشيء المتصوّر.
إذا عرفت هذا فنقول : إنّ ما وضع له لفظ «زيد» ـ مثلا ـ هو الملحوظ بالعرض أم الملحوظ بالذات؟ وعلى أيّ حال لا يخلو من إشكال ، فإن كان