أمر وجودي ملموس كما هو المعلوم ، وهكذا الصحّة.
وثانيا : أنّ لازم الترادف جواز استعمال كلّ واحد من الألفاظ المترادفة في محلّ الآخر ، مع أنّا نرى أنّ إطلاق كلمة الناقص على الإنسان الفاقد للبصر صحيح ، بخلاف إطلاق كلمة الفاسد عليه ، ولا يصحّ القول بأنّ هذا الإنسان فاسد. وهكذا إطلاق كلمة الفاسد على البطّيخ إذا كان كذلك صحيح ، بخلاف إطلاق كلمة الناقص عليه ، ولا يصحّ القول بأنّه ناقص.
فالملاك في إطلاق كلمتي الناقص والتمام أنّهما يطلقان على المركّبات بلحاظ فاقديّتها لبعض الأجزاء وواجديّتها لجميعها ، كما في المولود الذي كان واجدا لجميع الأعضاء والجوارح فيقال : إنّه تامّ الخلقة ، وأمّا إذا كان فاقدا لبعضها فيقال له : إنّه ناقص الخلقة.
وأضاف استاذنا السيّد الإمام ـ دام ظلّه ـ موردا آخر لإطلاقهما وهو : أنّهما يطلقان على البسائط بلحاظ المراتب التشكيكيّة والدرجات الشديدة والضعيفة ، فيقال للوجود الشديد ولمبدأ المبادئ : إنّه وجود تامّ ، وللضعيف مثل الممكن : إنّه ناقص ، ولا يصحّ القول : بأنّ الممكن له وجود فاسد ، أو للباري أنّه وجود صحيح.
وأمّا الملاك في إطلاق كلمتي الصحيح والفاسد فهو أنّ الشيء إذا تترتّب عليه الآثار المترقّبة من نوعه يطلق عليه كلمة الصحيح ، كاللون والطعم الخاصّين في البطّيخ ـ مثلا ـ وإذا لم يترتّب عليه ذلك يطلق عليه كلمة الفاسد ، فإطلاقهما عليه ليس لكونه مركّبا ذي أجزاء قد يكون واجدها ، وقد يكون فاقدا لبعضها ، وليس لكونه أمرا بسيطا ذات مراتب متفاوتة ، فتكون موارد استعمال الصحّة والفساد غير موارد استعمال التام والناقص ، كما لا يخفى.