الصحيح الذي توجّه لحاظ الشارع إليه حين الوضع ما هو؟ هل هو عبارة عن «الصلاة» الجامعة للأجزاء والشرائط والمركّبة من أربع ركعات؟ وقلنا : إنّ الصحّة والفساد أمران إضافيّان ، فهي في حالة صحيحة وفي حالة فاسدة ، وهكذا «الصلاة» المركّبة من ركعتين صحيحة للصبح وفاسدة للظهر ـ مثلا ـ أو كانت صحيحة للظهرين للمسافر وفاسدة للحاضر.
ويمكن أن يقال : إنّ الشارع حين الوضع لاحظ مفهوم الصحيح فوضع هذا اللفظ للأركان المخصوصة الصحيحة ، فأخذ مفهوم العامّ الصحيح بعنوان الجزء أو القيد في المعنى.
ولكنّه مردود ، بأنّه إن كان المراد من الصحيح هو الصحيح بالحمل الأوّلي الذاتي الذي ملاكه الاتّحاد في المفهوم فلا دخل له في معنى «الصلاة» ؛ إذ لا ينتقل الذهن من سماع كلمة الصحيح إلى «الصلاة» وبالعكس ، مع أنّ لازم القيديّة انسباقه إلى الذهن من سماع كلمة الصلاة ، مثل : انسباق كلمة «الناطق» إلى الذهن من سماع لفظ الإنسان.
وإن كان المراد منه الصحيح بالحمل الشائع الصناعي الذي ملاكه الاتّحاد في الوجود فهو مستلزم لكون الوضع عامّا والموضوع له خاصّا في لفظ «الصلاة» ، والمهمّ في الإشكال أنّه لا يمكن أخذ كلمة الصحيح في معنى «الصلاة» أصلا ، فإنّ الصحّة والفساد تكونان من عوارض الوجود الخارجي ؛ إذ «الصلاة» الموجودة في الخارج قد تكون صحيحة وقد تكون فاسدة ، ولا يمكن اتّصاف الماهيّة بهما ، فلا تكون الماهيّة الكلّيّة المتّصفة بصفة الصحّة موضوعا له للفظ «الصلاة» ، فإذا كانت الصحّة من عوارض الوجود لا يكون هذا المعنى قابلا للتصوّر في مقام الثبوت ، فضلا عن إثباته ، حتّى لو سلّمنا ما قال به المحقّق