و (أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلى غَسَقِ اللَّيْلِ) ـ كانت نزولها بعد نزول آية الوجوب ، فلم يكن لأصحاب الرسول صلىاللهعليهوآله طريق للإشارة إلى المعنى عند نزول آية الصلاة ، ولازم ذلك أنّهم لم يفهموا منها شيئا ، وهذا ممّا لم يلتزم به أحد ، وهكذا في سائر المركّبات المتداولة بين الناس.
ومنها : أنّ الآثار المذكورة ليست من الآثار اللازمة للماهيّة ـ كالزوجيّة للأربعة ـ بل ليست من آثار الوجود الذهني ، بل هي مترتّبة على الوجود الخارجي ، فكيف يشار إليه وتعرف الماهيّة بسبب آثار الوجود الخارجي؟!
وقال استاذنا المرحوم السيّد البروجردي قدسسره (١) في مقام تصوير الجامع بين الأفراد الصحيحة من الصلاة : إنّ الصلاة ليست عبارة عن نفس الأقوال والأفعال المتباينة المندرجة بحسب الوجود حتّى لا يكون لها حقيقة باقية إلى آخر الصلاة محفوظة في جميع المراتب ، بل هي عبارة عن حالة توجّه خاصّ يحصل للعبد وتوجد بالشروع فيها وتبقى ببقاء الأجزاء والشرائط ، فتكون مراتب الصلاة بما لها من الاختلاف في الأجزاء والشرائط مشتركة في كونها نحو توجّه خاصّ وتخشّع مخصوص من العبد لساحة مولاه ، يوجد هذا التوجّه الخاصّ بإيجاد أوّل جزء منها ويستمرّ إلى أن تختم ، ولا يوجد هذا الأمر الباقي بوجود على حدة وراء وجودات الأجزاء حتّى تكون الأجزاء محصّلات له ، بل هو بمنزلة الصورة لهذه الأجزاء المتباينة بالذات ، فهو موجود بعين وجودات الأجزاء ، فيكون الموضوع له للفظ «الصلاة» هذه العبادة الخاصّة والمعنى المخصوص ، ويكون هذا المعنى محفوظا في جميع المراتب ، فكما أنّ طبيعة الإنسان محفوظة في جميع أفراده المتفاوتة بالكمال والنقص والصغر
__________________
(١) نهاية الاصول ١ : ٤٧ ـ ٤٨.