وبعبارة أوضح : أنّه لا إشكال في أنّ قضيّة «زيد إنسان» قضيّة حمليّة بالحمل الشائع الصناعي الذي ملاكه اتّحاد الموضوع والمحمول من حيث الوجود ، وهكذا قضيّة «زيد لفظ» التي يكون الموضوع فيها عبارة عن لفظ «زيد» قضيّة حمليّة بالحمل الشائع الصناعي ، فإنّ لفظ «زيد» ـ أي الموضوع ـ إذا لوحظ بالنسبة إلى ماهيّة اللّفظ ـ أي المحمول ـ يكون بينهما اتّحاد وجودي ؛ إذ لا شكّ في تحقّق الاتّحاد الوجودي بين لفظ «زيد» وماهيّة اللفظ ، فيكون هذا اللفظ مصداقا واقعيّا لماهيّة اللفظ ، كما أنّ معناه يكون مصداقا واقعيّا لماهيّة الإنسان ، ولكنّه مع ذلك يكون لفظ «زيد» مرحلة من معناه ووجودا تنزيليّا له.
ثمّ استفاد المستدلّ من ذلك بأنّ اجتماع الوجودين الواقعيّين في فرد واحد من المحالات ؛ إذ لا يمكن اجتماع فردين من ماهيّة الإنسان ـ مثلا ـ في وجود واحد ؛ لأنّ تعدّد الفرديّة ملازم لتعدّد الوجودات ، كما لا يخفى ، فإذا كان الحال في الوجودات الحقيقيّة كذلك فيكون في الوجودات التنزيليّة أيضا كذلك ، فلا يمكن أن يكون اللفظ الواحد وجودا تنزيليّا للمعنيين ، فيكون استعمال اللفظ الواحد في أكثر من معنى واحد من المحالات.
وفيه : أوّلا : أنّ تقسيم وجود الماهيّات والمفاهيم إلى الأقسام الخمسة المذكورة ممّا لا دليل عليه من العقل والنقل ، وإنّما يستحسنه الذوق في مقام التخيّل والتصوّر فقط ؛ إذ لا يمكن بحسب الواقع والدقّة العقليّة أن يكون اللفظ وجودا تنزليّا للمعنى ؛ لأنّهما من المقولتين المتباينتين ، فكيف يمكن أن يكون لفظ «زيد» الذي يكون من مقولة كيف المسموع وجودا للمعنى الذي يكون من مقولة الجوهر؟! ولا يعقل هذا المعنى أصلا. نعم ، يكون بينهما ارتباط