معنى واحد على نحو المجازيّة؟
ولكنّه مدفوع بأنّه اختلط عليه المفهوم والمصداق ؛ إذ المستعمل فيه ليس بعنوان الأكثر ومفهومه ، بل هو عبارة عن مصداقه ، يعني استعمال اللّفظ في المعنيين أو المعاني باستعمال واحد مثل استعماله فيهما أو فيها مستقلّا ، وحينئذ يصدق لفظ الموضوع للكلّ في الجزء ، كما لا يخفى.
وأمّا استدلال صاحب المعالم لمدّعاه في التثنية والجمع بأنّهما بمنزلة تكرار اللفظ ، ولا مانع من استعمال أحد اللفظين أو الألفاظ في معنى أو معان غير ما استعمل فيه اللفظ الآخر أو الألفاظ الأخر ، فيكون استعمال التثنية والجمع في المعنيين المختلفين أو المعاني المختلفة على نحو الحقيقة ، بخلاف المفرد.
ولكنّ أشكل عليه أيضا في الكفاية (١) بأنّ التثنية والجمع وإن كانا بمنزلة تكرار المفرد ، إلّا أنّ علامتهما تدلّ على تعدّد أفراد ما اريد من المفرد ، وإذا كان المراد من المفرد معنى واحدا فالتعدّد يكون في أفراد ذلك المعنى الواحد ، فإذا اريد من العين ـ مثلا ـ العين الجارية فلا يراد من تثنيتهما وجمعها إلّا فردان وأفراد من هذه الماهيّة ، فوزان التثنية والجمع وزان المفرد في عدم جواز استعمالهما في أكثر من معنى واحد على نحو الحقيقة.
واعترض على صاحب الكفاية بأنّ لازم هذا البيان عدم صحّة دخول علامة التثنية والجمع على الأعلام الشخصيّة ؛ لعدم كون معنى العلم الذي يثنّى ويجمع ذا أفراد حتّى يراد في تثنيته وجمعه فردان أو أفراد من معناه ، فإنّ زيدين ـ مثلا ـ يراد بهما معنيان ، لا فردان من معنى واحد ، فعلى تقدير دلالة علامة التثنيّة والجمع على تعدّد مصداق معنى واحد لا يصحّ تثنية الأعلام
__________________
(١) كفاية الاصول ١ : ٥٦ ـ ٥٧.