أوّلنا (١).
ومنها : ما تضمّن أنّ القرآن ظاهره قصّة وباطنه عظة ، وغير ذلك من الأخبار.
ولكن لا نفهم أنّه كيف يستفاد من الروايات أنّ البطون تكون من المدلولات الالتزاميّة لألفاظ القرآن؟! فإنّه يحتمل أيضا أنّ يكون المراد من البطون أنّه يجري في القرآن احتمالات سبعة أو سبعين ، ولا يمكن أن يكون الحكم بأنّ هذا المعنى مراد منه دون ذلك ، فإنّه ذو وجوه واحتمالات.
ويؤيّده منع أمير المؤمنين عليهالسلام سلمان عن الاحتجاج بالقرآن حين إرساله للاحتجاج مع قوم ؛ لأنّه يمكن أن يريد القوم من الآية التي تستدلّ بها معنى خالف مرادك واستدلالك(٢).
ويؤيّده أيضا اختلاف المفسّرين في معنى الظاهر ، مع اتّفاقهم على حجّيّة ظواهر القرآن.
ويؤيّده أيضا : تعبير الروايات بالبطون لا المعاني ، ولذلك يلزم علينا كثرة التدبّر في القرآن حتّى ينجينا من الضلال ، فهذا الاحتمال يجري في المقام ، مع أنّه لا دليل على خلاف الاحتمال الثاني من الاحتمالين المذكورين.
__________________
(١) البحار ٣٥ : ٤٠٣ ، الحديث ٢١.
(٢) نهج البلاغة (فيض الإسلام) : ١٠٨١ ، الوصية ٧٧.