وعلى أنّ لازم هذا القول في الأوصاف الذاتيّة ـ كالعلم والقدرة ـ زيادتها عليها وتحقّق القديمين المستقلّين ، مع أنّ عينيّة صفات الذات مع الذات لا شكّ فيها وقد ثبت في محلّه ، كما روي عن أمير المؤمنين عليهالسلام أنّه قال : «وكمال الإخلاص نفي الصفات عنه» (١) يعني نفي شيء زائد على الذات ، ومقتضى هذه العينيّة ألّا تكون في صدق عنوان المشتقّ بين المبدأ والذات مغايرة عينيّة ووجوديّة ، فلا تعتبر في صدق عنوان المشتقّ مغايرة حقيقيّة وواقعيّة بينهما ، فضلا من القيام الحلولي ، فالعينيّة نوع من التلبّس ـ كما قال به صاحب الكفاية قدسسره ـ بل هي مصداقه الأتمّ والأكمل ، ولكن يتبادر إلى الذهن من سماع لفظ التلبّس ما يتغاير المبدأ والذات فيه بلحاظ ابتلائنا كثيرا ما بما يكون كذلك.
ومن هنا يستفاد أنّ دائرة صدق عنوان المشتقّ أوسع ممّا قال به الأشاعرة.
وأوضح ممّا ذكرنا أنّا نرى في الاستعمالات العرفيّة بدون المسامحة والتجوّز إطلاق عنوان البقّال على بائع البقل ، وإطلاق عنوان العطّار على بائع العطر ، مع أنّ مبدأهما لا يناسب الذات أصلا ؛ إذ لا يكون للبقل والعطر معنى فعلي حديث ، وهكذا إطلاق اللابن والتامر على بائع اللبن والتمر ، ويعبّر عن هذه المشتقّات بالمشتقّات الجعليّة ، أي لا يكون لها مصدر وفعل ماضي ومضارع ، مع أنّه ينطبق عنوان المشتقّ في هذه الموارد أيضا.
إذا عرفت هذا فنرجع إلى أصل المسألة ـ يعني إطلاق المتكلّم على الله تعالى ـ ونبحث مع الأشاعرة من جهتين :
الاولى : في أنّ الصفات على نوعين : الأوّل : صفات الفعل ، الثاني : صفات
__________________
(١) البحار ٤ : ٢٤٧ ، الحديث ٥.