«الذئب» ، وأمّا الإرجاع إلى كلمة «الأسد» فمشكوك ، فليس لها ظهور في المعنى الحقيقي ؛ لاحتمال الاعتماد على القرينة ، ولا في المعنى المجازي ؛ لاحتمال عدم الاعتبار بها ، وإذا كان الأمر كذلك فلا مجال للتمسّك بأصالة الظهور.
وأمّا أصالة الحقيقة فإن قلنا بعدم استقلالها في قبال أصالة الظهور ـ بل أنّها شعبة من أصالة الظهور كما هو الحقّ ـ فلا مجال لكليهما في المقام بعد اشتمال الكلام على ما يصلح للقرينيّة.
وأمّا على القول بحجّيّتها تعبّدا عند العقلاء فيحمل الكلام على المعنى. الحقيقي ولو لم يكن ظاهرا فيه ؛ لأصالة الحقيقة ولكونها معتبرة عند العقلاء تعبّدا ، ولكنّه ليس بقابل للقبول ؛ لعدم التعبّد في الامور العقلائيّة.
وبالنتيجة ليس للأمر الواقع بعد الحظر أو في مقام توهّمه ظهور لا في المعنى الحقيقي ولا في المعنى المجازي كما في المثال الذي ذكرناه ، إلّا أنّ القرينة فيه لفظيّة وشخصيّة ، وفي المقام حاليّة وكلّيّة ، ولا فرق بين القرائن من هذه الجهة بعد الاشتراك في أصل صلاحيّة القرينيّة.
هذا توضيح ما قال به صاحب الكفاية في هذه المسألة. والحقّ أنّه كلام متين ونفيس جدّا.