ويقع الكلام تارة في تحقق السيرة وعدمه واخرى في أنه على فرض تحققها تكون حجة أم لا.
فيقع الكلام في موضعين : أما الموضع الاول فنقول : الظاهر انه لا سيرة على العمل على طبق الحالة السابقة وبعبارة اخرى : مجرد كون شيء سابقا متعلقا لليقين لا يقتضي عند العقلاء العمل به الى أن يحصل اليقين بخلافه ، فان العمل على طبق الحالة السابقة على أقسام :
فانه تارة يكون ناشيا عن العلم بالبقاء ، أو الاطمينان به وهو كثير مثلا الطالب في كل يوم يروح الى المدرسة الفلانية أو الكلية الفلانية حيث يطمئن ببقاء المكان المعد للدراسة على حاله وعدم خرابه وتغيره.
واخرى يكون العمل على طبق الحالة السابقة من باب الاحتياط والاخذ بالحائطة كمن يرسل في كل شهر أو كل سنة مقدارا من المال الى ولده الساكن في البلدة الكذائية لرفع حوائجه واصلاح اموره حتى مع احتمال عدمه لموته أو انتقاله الى مكان آخر ، وثالثة يكون العمل على طبق الحالة السابقة لأجل الغفلة وعدم الالتفات الى امكان زوال تلك الحالة.
وان شئت فقل : يكون القسم المذكور عملا على طبق العادة ولا يبعد أن يكون عمل الحيوان على طبق الحالة السابقة ناشيا عن العادة.
والذي يدل على عدم السيرة : ان اعتبار الاستصحاب وقع محل الكلام بين القوم وانه معتبر أم لا واذا كانت السيرة قائمة عليه لم يكن مجال للبحث.
وايضا يدل على عدمها انه لو كانت لكنا نعمل به فانا من العقلاء
وبعبارة اخرى : السيرة ناشية عن سبب عقلائى ولا نجد في