١ ـ فالبصر يخطف ويتقلّب سريعا سريعا ، تقلّب البرق وخطفه.
٢ ـ والقمر يخسف ويطمس نوره.
٣ ـ والشمس تقترن بالقمر بعد افتراق ، ويختل نظامها الفلكي المعهود ، حيث ينفرط ذلك النظام الكوني الدقيق.
[الآيات ١٠ ـ ١٢] : يتساءل الإنسان المرعوب ، أين المفرّ من جهنّم؟ وهل من ملجأ منها؟
لا ملجأ ولا وقاية ولا مفر من قهر الله وأخذه ؛ فالرجعة إليه والمستقرّ عنده ، لا مستقر عند سواه.
قال السّدّيّ : كانوا إذا فزعوا في الدّنيا تحصّنوا بالجبال ، فقال الله لهم لا وزر يعصمكم مني.
[الآية ١٣] : يخبر الإنسان حين العرض والحساب بجميع أعماله قديمها وحديثها ، أوّلها وآخرها ، صغيرها وكبيرها.
وفي الحديث : «سبع يجري أجرها للعبد بعد موته وهو في قبره : من علّم علما ، أو أجرى نهرا ، أو حفر بئرا ، أو غرس ظلّا ، أو بنى مسجدا ، أو ورّق مصحفا ، أو ترك وليّا يستغفر له بعد موته».
[الآيتان ١٤ ـ ١٥] : بل الإنسان على نفسه بصيرة ، بل الإنسان حجة بيّنة على نفسه ، وفي ذلك اليوم تنطق جوارحه بما فعل ؛ فسمعه وبصره ويداه ورجلاه ، وجميع أعضائه تشهد عليه ، ويتضح الحق ، ولو جاء بالأعذار كلها.
[الآية ١٦] : تكفّل الله بالقرآن ، وحيا وحفظا وجمعا وبيانا ، وليس للرسول (ص) من أمره إلّا حمله وتبليغه.
وقد كان الرسول الأمين شديد اللهفة والحرص على استيعاب القرآن وحفظه ، ممّا كان يدعوه إلى متابعة جبريل (ع) في التلاوة آية آية ، وكلمة كلمة.
فلمّا نزلت هذه الآية ، كان رسول الله (ص) إذا أتاه جبريل ، أطرق وسكت ، فإذا ذهب قرأه كما أمره الله.
[الآيات ١٧ ـ ١٩] : إن علينا جمعه في صدرك الشريف ، وقراءته على لسانك ، فلن تنساه أبدا ، بل نحن سنجمعه في صدور المؤمنين ، ونحفظ قراءته. فإذا تلاه عليك الملك فاستمع