(وَيَتُوبَ اللهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ) الذين تابوا عن الظلم بالاجتناب عن الصفات النفسانية المانعة عن الأداء وعدلوا بإبراز ما أخفوه من حق الله عند الوفاء وعن الجهل بحقه إذ عرفوه وأدّوا أمانته إليه بالفناء (وَكانَ اللهُ غَفُوراً) ستر ذنوب ظلمهم وجهلهم عن التزكية والتصفية والتجريد والمحو والطمس بأنوار تجلياته (رَحِيماً) رحمهم بالوجود الحقاني عند البقاء بأفعاله وصفاته وذاته أو عرضنا الأمانة الإلهية بالتجلي عليها وإيداع ما تطيق حملها فيها من الصفات بجعلها مظاهر لها. أو : فأبين أن يحملنها بخيانتها وإمساكها عندها والامتناع عن أدائها ، وأشفقن من حملها عندها فأدّينها بإظهار ما أودع فيها من الكمالات وحملها الإنسان بإخفائها بالشيطنة وظهور الأنانية والامتناع عن أدائها بإظهار ما أودع فيه من الكمال وإمساكها بظهور النفس بالمظلمة والمنع عن الترقي في مقام المعرفة ، والله أعلم.