سورة الطارق
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
[١ ـ ٣] (وَالسَّماءِ وَالطَّارِقِ (١) وَما أَدْراكَ مَا الطَّارِقُ (٢) النَّجْمُ الثَّاقِبُ (٣) وَالسَّماءِ وَالطَّارِقِ) أي : والروح الإنساني والعقل الذي يظهر في ظلمة النفس وهو النجم الذي يثقب ظلمتها وينفذ فيها فيبصر بنوره ويهتدي به كما قال : (وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ) (١).
[٤ ـ ٨] (إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ (٤) فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ مِمَّ خُلِقَ (٥) خُلِقَ مِنْ ماءٍ دافِقٍ (٦) يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرائِبِ (٧) إِنَّهُ عَلى رَجْعِهِ لَقادِرٌ (٨))
(إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ) مهيمن رقيب يحفظها وهو الله تعالى ، إن أريد بالنفس الجملة وإن أريد بها النفس المصطلح عليها من القوة الحيوانية فحافظها الروح الإنساني (إِنَّهُ) أي : إنّ الله على رجع الإنسان في النشأة الثانية لقادر كما قدر على إبدائه في النشأة الأولى.
[٩ ـ ١٠] (يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ (٩) فَما لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلا ناصِرٍ (١٠))
(يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ) تظهر وتعرف خفيات الضمائر بالمفارقة عن الأبدان وجعل الباطن ظاهرا (فَما لَهُ مِنْ قُوَّةٍ) في نفسه يمتنع بها على قدرته (وَلا ناصِرٍ) يمنعه وينصره على الامتناع.
[١١ ـ ١٢] (وَالسَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ (١١) وَالْأَرْضِ ذاتِ الصَّدْعِ (١٢))
(وَالسَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ) أي : والروح ذات الرجع في النشأة الثانية (وَالْأَرْضِ) أي : والبدن (ذاتِ الصَّدْعِ) بالانشقاق عن الروح وقت زهوقه أو الشقّ وقت اتصاله به.
[١٣ ـ ١٧] (إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ (١٣) وَما هُوَ بِالْهَزْلِ (١٤) إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً (١٥) وَأَكِيدُ كَيْداً (١٦) فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً (١٧))
(إِنَّهُ) أي : القرآن (لَقَوْلٌ فَصْلٌ) فارق بين الحق والباطل بين أي عقل فرقاني ظهر بعد ما كان قرآنيا (وَما هُوَ بِالْهَزْلِ) بالكلام الذي ليس له أصل في الفطرة ولا معنى في القلب والله القادر ، والله أعلم.
__________________
(١) سورة النحل ، الآية : ١٦.