قال مصحح طبعه ومحسن وضعه الفقير إلى الله تعالى محمد الصباغ
أسبغ الله عليه النعم أتم إسباغ :
سبحان من أحيا قلوب أحبابه بإشارات كتابه المنزّل في وصفه المجيد ، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ، فتمّ لهم من التفسير ما أرادوه وائتموا به فيما قصدوه وصلاة وسلاما على النبي الكريم المنزّل عليه ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم وعلى آله وأصحابه وأنصاره وأحزابه.
وبعد : فقد تم طبع هذا التفسير ذي الفضل الغزير لم ينسج ناسج على منواله ولم يحك حائك على مثاله :
إذا امتحنت محاسنه أتته |
|
غرائب جمة من كل باب |
كيف لا وهو مع حسن كلمة تدفقت بحار علومه وحكمه ، وأينعت أفنان فنونه وأزهرت عذبات غصونه وزكت مغارسه ونمت نفائسه وطابت ثمراته وعظمت خيراته وامتدّ وارف ظلاله وراق منظر حسنه وجماله فهو جدير بتهذيب الطبع وتحسين الوضع بالطبعة العامرة ببولاق ـ مصر ـ القاهرة ، ذات الشهرة الباهرة ، والمحاسن الزاهرة في أيام ابتسم ثغرها عن العدل ، وأفاضت على الأنام جزيل الفضل في ظلّ صاحب السعادة الأكرم الخديوي الأعظم عزيز مصر ، ووحيد العصر ، سعادة أفندينا المحروس بعناية ربّه العلي إسماعيل بن إبراهيم بن محمد علي لا زال جيد الدهر حاليا بعقود مواكبه ، وفم الأفق ناطقا بسعود كواكبه حفظ الله دولته كما حفظ رعيته وأدام مجده وخلد حمده وحرس أشباله الكرام وجعلهم غرة في جبين الأيام ملحوظة دار الطباعة المذكورة بنظر ناظرها المشمر عن ساعد الجدّ والاجتهاد في تدبير نضارها من لا تزال عليه أخلاقه باللطف ، تثنى حضرة حسين بك حسني ثم إن تضوّع عرف ختامه وتمام سلك نظامه في العشر الأخير من شوال من عام ألف ومائتين وثلاث وثمانين من هجرة من ليس له في وصفه مثال عليه الصلاة والسلام وعلى آله وأصحابه الكرام.