نفسه ، ويكون وجوده في نفسه عين وجوده لغيره ، فيصح حمله على الموضوع ، وهنا نقول أنه يوجد عبارتان متغايرتان ، فتارة يقال أن العرض وجوده في نفسه عين وجوده لموضوعه ، وأخرى يقال أن العرض وجوده في نفسه عين وجود موضوعه ، فأي هذين المطلبين هو مقصود الميرزا؟.
فإن كان مقصوده هو أن وجوده في نفسه عين وجوده لموضوعه ، فهذا معناه ، أن هذا الوجود بنفسه حاضر للموضوع ، فهو بهذا الوجود الواحد مضاف بإضافتين ، مضاف إلى ماهية البياض ، فيقال هذا الوجود وجود للبياض ، ومضاف إلى الموضوع بإضافة العرضية ، باعتبار كونه عرضا للموضوع ومرتبطا به ، وهذا المعنى لا يصحح الحمل ، لأن كون وجوده في نفسه عين وجوده لموضوعه ، معناه ، أن الوجود الذي هو طرف الإضافة إلى ماهية البياض ، عين الوجود الذي هو طرف الإضافة إلى الموضوع ، ولكن مع هذا ، المغايرة محفوظة ، بين وجود العرض ووجود الموضوع ، لأن وجود العرض غير وجود الموضوع فكيف يصح حمل الوجود العرضي على الموضوع؟. وممّا يبرهن على ذلك أن نفس هذه العبارة صادقة في المعلول مع العلة ، كما أنها صادقة في العرض مع الموضوع ، فكما أن العرض وجوده في نفسه عين وجوده لموضوعه ، كذلك المعلول الحقيقي مع علته الحقيقية ، وجوده في نفسه عين وجوده لعلته ، بمعنى أن هناك وجودا واحدا ، وهذا الوجود الواحد هو طرف الإضافة إلى ماهية المعلول وهو حاضر بذاته للعلة ، ولهذا نقول بأن وجود المعلول في نفسه عين وجوده لعلّته ، وبذلك يقال بأن وجود المعلول أحد مراتب علم الباري تعالى ، فإن أنزل مراتب علمه تعالى هو نفس الوجود الخارجي للمعلولات الربانية ، لأن وجوداتها في أنفسها عين حضورها لعلتها ، وحضورها لعلتها عبارة أخرى عن علم العلة بها ، لأن العلم هو حضور المعلوم لدى العالم. إذن فهذه العبارة وهي أن وجود العرض في نفسه عين وجوده لموضوعه متحققة أيضا في المعلول مع العلة ، فإن وجوده في نفسه عين وجوده لموضوعه ، ومع هذا لا يصح توصيف العلة بالمعلول ، ولهذا اختار صاحب الأسفار ، حينما أراد أن يعرّف «حلول العرض في