الموضوع» ، بأن العرض ما يكون وجوده في نفسه عين وجوده للآخر على وجه الاتصاف ، فأضاف قيد الاتصاف ، ليخرج المعلول مع العلة ، لأن المعلول مع العلة أيضا ينطبق عليه أن وجوده في نفسه عين وجوده لعلته ، ومع هذا فرّق بين المعلول مع العلة وبين العرض مع الموضوع ، بأنّ العرض مع الموضوع يتصف به الموضوع ، وأمّا المعلول مع العلة لا تتصف بمعلولها.
إذن فمن هنا يظهر أن النكتة المشتركة بين العرض والمعلول ، وهي كون وجوده في نفسه عين وجوده لغيره ، ممّا لا يصحح الحمل في المقام ، إذ لو صحّ حمل العرض على الموضوع لصحّ حمل المعلول على العلة لانحفاظ نفس النكتة فيه.
وإن كان مقصود الميرزا ، هو أن وجود العرض في نفسه عين وجود الموضوع ، بحيث أن هناك وجودا واحدا ، وهذا الوجود الواحد ، هو وجود لماهية الإنسان ، ووجود لماهية البياض ، ولماهية العلم ولسائر الماهيات العرضية ، وهذه الماهيات بتمامها تظهر في وجود واحد ، وليس كل ماهية منها ، بإزائها وجود مغاير مع الوجود الذي هو بإزاء ماهية الإنسان ، بل وجود واحد تظهر به كل هذه الماهيات ، ولا برهان على استحالة ظهور مفاهيم متعددة بوجود واحد ، بل قد ادعي هذا بالنسبة إلى الصور الذهنية للأعراض مع النفس ، فإن الصور الذهنية للأعراض قائمة في النفس على حد قيام الوجودات الخارجية للأعراض بموضوعاتها الخارجية ، وقد ادعي في الصور الذهنية للأعراض وللمعلومات بالنفس أنها موجودة بعين وجود النفس.
إذن فلا استنكار في هذه الدعوى ، من أن الصور الذهنية القائمة في النفس ليس لها وجود مغاير للنفس ، بل موجودة بعين وجود النفس ، وكذلك الصور الخارجية للأعراض ، وجوداتها عين وجودات موضوعاتها ، وحينما يصبح الجسم أبيضا بعد السواد وأسودا بعد البياض بحيث تختلف أعراضه ، فهذا يرجع إلى تبدل حدود الوجود الواحد ، لا إلى زوال وجود وبقاء وجود ، بل الوجود الواحد تتبدل حدوده كما يقال بناء على أن الصور الذهنية موجودة