إلى ضم أمر خارجي عن حقيقة الذات ، من قبيل البياض في قولنا «زيد أبيض» ، فإن البياض عرض حقيقي ، يحتاج في «زيد» إلى ملاحظة أمر خارجي عن حقيقة زيد وهويته.
ومن خلال نظرة دقيقة ، نجد أنه لا إشكال في أن المبدأ الذي هو من القسم الأول ، وجوده عين وجود الذات ، لأن الإنسانية وجودها عين وجود «زيد» ، وليس للإنسانية وجودا مغايرا مع وجود زيد ، كما أن المبدأ الذي هو من القسم الثاني باعتباره أمرا منتزعا عن الذات. بلا ملاحظة أمر خارجي ، أيضا يكون وجوده بعين وجود منشأ انتزاعه ، وهو الذات ، وأمّا المصادر التي هي أمور عرضية كما هو الحال في القسم الثالث ، فقد مرّ بك سابقا أنه لا برهان فلسفي على أن الأعراض الحقيقية فضلا عن غير الحقيقة مغايرة مع الذات ، فلعلّ هذه الأعراض «كالعلم» و «البياض» موجودة بعين وجود الجوهر ، لا بوجود زائد على وجوده ، وعلى هذا ، لا يحتاج في المقام إلى ضم مفهوم زائد لأجل تصحيح الحمل في تمام الأقسام الثلاثة ، لأن ملاك الحمل ، وهو الاتحاد متوفر في تمام هذه الأقسام ، ولكن بيّنا سابقا أنه بحسب النظر الفطري والعرفي ، لا إشكال في أن الأعراض الحقيقية من مبادئ القسم الثالث ، «كالبياض والعلم» ، تكون مغايرة وجودا مع وجود الذات ، فالعرف يرى أن البياض له وجود والأبيض له وجود آخر ، ولهذا يحتاج لتصحيح حمل هذه الأعراض على الذات ، إلى أخذ مفهوم شيء ونحو ذلك ، فيقال «شيء له البياض» ، لأن مفهوم الشيء في نفسه هو متحد مع الذات باعتباره ذاتيا في كتاب البرهان إذن ففي حمل الأعراض الحقيقية من قبيل البياض والعلم يحتاج إلى أخذ ما هو ذاتي في كتاب البرهان أو ذاتي في كتاب الكليات وهذا ما سمّاه الشريف بمفهوم الشيء أو مصداق الشيء فمفهوم الشيء يعني ما هو ذاتي في كتاب البرهان ومصداق الشيء يعني ما هو ذاتي في كتاب الكليات ، إذن فلا بدّ من أخذه في تصحيح الحمل على مستوى اللغة والعرف ، لأن اللغة والعرف. مبنية على الإدراك الفطري للإنسان القاضي بالمغايرة وجودا بين العرض الحقيقي وموضوعه ، ومع المغايرة لا بدّ من تطعيمه بمفهوم ذاتي ، إمّا في