ويستفتون ، مع الاشتهار والتكرّر ، ولم ينكر أحد ، فدلّ على أنّه جائز» (١).
٢ ـ وقال القاضي : «إذا كان أحدهما أفضل وأعلم في اعتقاده يتخيّر ، لأنّ المفضول أيضاً من أهل الاجتهاد لو انفرد ، فكذلك إذا كان معه غيره فزيادة الفضل لا تؤثّر» (٢).
ونقل عن العضديّ موافقته مع القاضي.
ولكن ذهب الغزاليّ إلى تعيّن تقليد الأعلم ، وقال : «الأولى عندي أنّه يلزمه اتّباع الأفضل ، فمن اعتقد أن الشافعيّ (رحمهالله) أعلم والصواب على مذهبه أغلب ، فليس له أن يأخذ بمذهب مخالفه بالتّشهّي ...» (٣).
وأمّا الشيعة فقد استقصى الشيخ الأنصاريّ أقوالهم في رسالة خاصّة له في تقليد الأعلم وقال : «إنّ تقديم الفاضل هو خيرة :
١ ـ السيّد في الذّريعة ، ٢ ـ المحقّق في المعارج ، ٣ ـ العلّامة في كتابي نهاية الأُصول والتهذيب ، ٤ ـ عميد الدّين في غنية اللبيب في شرح التهذيب ، ٥ ـ الشّهيد في الدّروس والقواعد والذكرى ، ٦ ـ المحقّ ـ ق الثاني في جامع المقاصد ، ٧ ـ الشّهيد الثاني في تمهيد القواعد ٨ ـ الشييخ حسن في المعالم ، ٩ ـ بهاء الدّين العامليّ في الزبدة. ١٠ ـ الشيخ صالح المازندرانيّ في حاشية المعالم ، ١١ ـ السيّد عليّ في الرياض ، وهو قول كلِّ من وصل إلينا كلامهم وإن ذهب جماعة ممّن تأخّر عن الشهيد إلى القول بالتّخيير بين الفاضل والمفضول» (٤).
هذا وإليك نقل بعض الكلمات من مصادرها :
١ ـ قال السيد المرتضى : «وإن كان بعضهم عنده أعلم من بعض أو أورع
__________________
(١) منتهى الوصول والأمل في علمي الأُصول والجدل : ٢٢١ و ٢٢٢.
(٢) لاحظ المستصفى : ٢ / ٣٩١.
(٣) المستصفى : ٢ / ٣٩١.
(٤) رسالة تقليد الأعلم لبعض تلامذة الشيخ (رضي الله عنه) في ذيل مطارح الأنظار : ٢٧٦.