ثُمَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ قالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكافِرِينَ (٢٧) الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ ما كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلى إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٢٨) فَادْخُلُوا أَبْوابَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ) (٢٩)
وقوله ـ سبحانه : (وَإِذا قِيلَ لَهُمْ ما ذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ ، قالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ) حكاية لبعض ما كان يدور بين أولئك المستكبرين ، وبين غيرهم من أسئلة واستفسارات حول القرآن الكريم.
والأساطير : جمع أسطورة ، كأعاجيب وأعجوبة ، وأحاديث وأحدوثة.
والمراد بها : الأكاذيب والترهات التي لا أصل لها ، والتي كانت مبثوثة في كتب الأولين.
والمعنى : وإذا قال قائل لهؤلاء الكافرين المستكبرين ، أى شيء أنزل ربكم على نبيه محمد صلىاللهعليهوسلم.
قالوا له على سبيل الجحود للحق : لم ينزل عليه شيء ، وإنما هذا القرآن الذين يتلوه محمد صلىاللهعليهوسلم على أتباعه ، هو من أساطير الكهنة الأولين ، نقله من كتبهم ثم قرأه على من يستمع إليه.
روى ابن أبى حاتم عن السدى قال : اجتمعت قريش فقالوا : إن محمدا صلىاللهعليهوسلم رجل حلو اللسان إذا كلمه الرجل ذهب بعقله ، فانظروا ناسا من أشرافكم المعدودين المعروفة أنسابهم ، فابعثوهم في كل طريق من طرق مكة على رأس ليلة أو ليلتين ، فمن جاءه يريده ردوه عنه.
فخرج ناس في كل طريق ، فكان إذا أقبل الرجل وافدا لقومه ينظر ما يقول محمد صلىاللهعليهوسلم ووصل إليهم ، قال أحدهم : أنا فلان بن فلان ، فيعرفه نسبه ، ثم يقول للوافد : أنا أخبرك عن محمد صلىاللهعليهوسلم إنه رجل كذاب لم يتبعه على أمره إلا السفهاء والعبيد