عثمان بن مظعون وقد مات ، قالت : قلت : رحمة الله عليك أبا السائب ، فشهادتى عليك لقد أكرمك الله. فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «وما يدريك أن الله قد أكرمه ... أما هو فقد جاءه اليقين ـ أى الموت ـ وإنى لأرجو له الخير» (١).
قال الإمام ابن كثير : ويستدل بهذه الآية الكريمة ، على أن العبادة كالصلاة ونحوها ، واجبة على الإنسان ما دام عقله ثابتا ، فيصلى بحسب حاله ، كما ثبت في صحيح البخاري عن عمران بن حصين أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال «صل قائما ، فإن لم تستطع فقاعدا ، فإن لم تستطع فعلى جنب».
ويستدل بها أيضا على تخطئة من ذهب من الملاحدة إلى أن المراد باليقين المعرفة ، فمتى وصل أحدهم إلى المعرفة ، سقط عنه التكليف عندهم. وهذا كفر وضلال وجهل ...» (٢).
وبعد : فهذه سورة الحجر ، وهذا تفسير لها. نسأل الله ـ تعالى ـ أن يجعله خالصا لوجهه ، ونافعا لعباده. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
|
د. محمد طنطاوى المدينة المنورة في ٦ من جمادى الثانية سنة ١٤٠٢ |
__________________
(١) صحيح البخاري ج ٢ ص ٩١ : كتاب الجنائز «باب الدخول على الميت ..»
(٢) تفسير ابن كثير ج ٤ ص ٤٧٢.