مختلفة وأمراض متنوعة بدون انذار أو مقدمات وقد كانت لديهم أعمال وطموحات طويلة وعريضة في هذه الدنيا ، فإنّ ذلك من شأنه أن يحد من حالة «البخل» لدى هذا الإنسان.
الباعث الآخر للبخل هو التعلق والعشق للأولاد والأهل والعيال حيث يدفعه ذلك إلى جمع الأموال وادخارها تحسباً لمستقبلهم في حين أنّ الله تعالى قد ضمَّن رزقهم ومعيشتهم ، فلو كانوا من أولياء الله وأحباءه فإنّ الله تعالى سوف لا يتركهم لوحدهم ولحالهم ، ولو كانوا من أعداء الله فإنّ جمع المال لمثل هؤلاء الأشخاص سيكون أداة لتوغلهم في الذنوب والآثام وستقع مسؤولية ذلك عليه ، فليس من العقل والمنطق أن يجمع الإنسان المال ويدخره لمثل هؤلاء الأشخاص ، وبالطبع أحياناً نجد بعض الأشخاص وبسبب لياقتهم الذاتية فإنّهم يتمتعون بعيشة حسنة وطيبة من دون أن يرثوا درهماً واحداً من والديهم بل قد يعيشون أفضل من حياة الّذين ورثوا أموالاً طائلة من أبيهم.
والباعث الآخر لذلك كما يقول بعض علماء الأخلاق هو ما يشبه المرض من دون علاج ، أي أنّ البعض يحب المال من أجل نفس المال ويعشقه ويسعى دائماً لجمعه والاكثار منه ويستوحش من بذله وانفاقه ، هؤلاء اصابتهم حالة من النسيان والغفلة عن أنّ المال إنما هو وسيلة للتوصل إلى الأغراض المادية أو المعنوية ، وإلا فلو استخدم في غير هذا السبيل وأصبح بحدّ ذاته هدفاً يجمعه الإنسان فإنه لا يختلف حاله مع الحجر والخشب والآجر.
امّا الطريق إلى الوقاية من «البخل» فإنّ على الشخص البخيل أن يجاهد نفسه ويعض على نواجذه وينفق من أمواله مهما مانعته نفسه من ذلك ، وكلما تكرر منه هذا العلم فإنّ العشق للمال سوف يذوب ويتلاشى من قلبه ومشاعره ، كما هو الحال في الشخص الجبان الّذي إذا دخل ميادين الحياة من موقع مواجهة التحديات للواقع والمعيشة ، فإنّ ذلك الخوف سوف يزول ويتلاشى بالتدريج ، وهكذا بالنسبة إلى الشخص الخجول حيث إنه إذا دخل مجالس الكبار ودفع بنفسه إلى التحدّث في مثل هذه المجالس مرّات عديدة فسوف تزول منه حالة الخجل هذه.