١ ـ التلوث بالشرك والكفر
إنّ أوّل مفسدة وأخطرها هو أن يورث التكبّر صاحبه التلوث بالشرك والكفر ، فهل لكفر إبليس وانحرافه من مسير التوحيد بل حتّى اعتراضه على حكمة الله تعالى وأمره ، له أصل ومصدر غير الكبر في نفس إبليس؟
وهل أنّ الفراعنة والنمروديين وغيرهم من الأقوام الطاغية الّذين رفضوا دعوة الأنبياء كان لهم دافع غير التكبّر؟
أنّ التكبّر لا يبيح للإنسان أن يستسلم ويذعن أمام الحقّ ، لأن التكبّر والغرور هو في الحقيقة حجاب سميك على بصيرة الإنسان فيحجبه عن رؤية جمال الحقّ بل أحياناً يرى ملائكة الحقّ على شكل موجود مخيف وموحش ، وهذا من أعظم الضرر الّذي يلحق بالإنسان من جراء التكبّر ، ولعلّه لهذا السبب ورد في الحديث الشريف عن الإمام الصادق عليهالسلام عند ما سأله الراوي عن أقل درجة الإلحاد فقال له الإمام «إنَّ الْكِبْرَ ادْنَاهُ» (١).
٢ ـ الحرمان من العلم والمعرفة
وأحد العواقب المشؤومة للتكبّر هو أنّ الإنسان يحرم نفسه من العلم والمعرفة ويعيش حالة الجهل المركب دائماً لأن الإنسان إنّما يصل إلى حقيقة العلم والمعرفة فيما لو سعى لتحصيلها من أي شخص وأي طريق كما يبحث الشخص عن جوهرة ثمينة والحال أنّ المتكبّر لا يكون مستعداً لتحصيل العلوم والمعارف من الأشخاص الّذين يراهم دونه أو في مرتبته.
الأشخاص الّذين يتحرّكون في سبيل طلب العلم والمعرفة هم الّذي يعيشون التحرر في أفكارهم من القوالب النفسانية في حين أنّ صفة الكبر والغرور لا تسمح للإنسان أن يستوعب مطلباً مهماً.
ولهذا نقرأ في الحديث المعروف عن الإمام الكاظم عليهالسلام في كلامه لهشام بن الحكم يقول : «إنَّ الزَّرْعَ يَنْبُتُ فِي السَّهْلِ وَلَا يَنْبُتُ فِي الصَّفَا فَكَذَلِكَ الْحِكْمَةُ تَعْمُرُ فِي قَلْبِ الْمُتوَاضِعِ
__________________
١ ـ اصول الكافي ، ج ٢ ص ٣٠٩ ، باب الكبر ، ح ١.