قائمة الکتاب
تفسير سورة المنافقون
تفسير سورة التغابن
تفسير سورة الطلاق
تفسير سورة التحريم
تفسير سورة الملك
تفسير سورة القلم
تفسير سورة الحاقة
تفسير سورة المعارج
تفسير سورة نوح
من آية 1 إلى 4
٢١٨تفسير سورة الجن
تفسير سورة المزمل
تفسير سورة المدثر
تفسير سورة القيامة
تفسير سورة الإنسان
تفسير سورة المرسلات
تفسير سورة النبأ
تفسير سورة النازعات
تفسير سورة عبس
تفسير سورة التكوير
تفسير سورة الانفطار
تفسير سورة المطففين
تفسير سورة الانشقاق
تفسير سورة البروج
تفسير سورة الطارق
تفسير سورة الأعلى
تفسير سورة الغاشية
تفسير سورة الفجر
تفسير سورة البلد
تفسير سورة الشمس
تفسير سورة الليل
تفسير سورة الضحى
تفسير سورة الشرح
تفسير سورة التين
تفسير سورة العلق
تفسير سورة القدر
تفسير سورة البينة
تفسير سورة الزلزلة
تفسير سورة العاديات
تفسير سورة القارعة
تفسير سورة التكاثر
تفسير سورة العصر
تفسير سورة الهمزة
تفسير سورة الفيل
تفسير سورة قريش
تفسير سورة الماعون
تفسير سورة الكوثر
تفسير سورة الكافرون
تفسير سورة النصر
تفسير سورة المسد
تفسير سورة الإخلاص
تفسير سورة الفلق
تفسير سورة الناس
إعدادات
تأويلات أهل السنّة تفسير الماتريدي [ ج ١٠ ]
تأويلات أهل السنّة تفسير الماتريدي [ ج ١٠ ]
المؤلف :أبي منصور محمّد بن محمّد بن محمود الماتريدي
الموضوع :القرآن وعلومه
الناشر :دار الكتب العلميّة
الصفحات :695
تحمیل
حجج مذهب الحق قبل أن يبين له فساد ما هو فيه ؛ فإن ذلك لا ينجع فيه ، ولا يدعوه إلى قبول الحق والتزامه ، بل يبين له قبح ما هو فيه وفساد ما اعتقده ، فإذا بان له ذلك يحتاج إلى أن يسأله عن سبيل الهدى فيه ؛ ليعرفه بالتعلم.
ثم الأصل أن الدنيا هي سبيل الآخرة ، والضلال سبيل يفضي بمن سلكه إلى العذاب الدائم ، والهدى سبيل يفضي إلى الثواب الدائم ، فالنذارة هي تبيين ما ينتهي إليه عاقبة من يلزم الضلال ، والبشارة هي تبيين ما ينتهي إليه عاقبة من يلزم الهدى.
وإن شئت قلت : إن النذارة هي أن يبين عسر ما يحل به في العاقبة ، والبشارة هي أن يثبته بما يصير إليه في العاقبة من اليسر.
ثم في قوله ـ عزوجل ـ : (أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) دلالة أن حجة الإسلام تلزم (١) الخلق قبل أن يأتيهم النذير ؛ لأنه لو كانت لا تلزمهم ، لكانوا في أمن من نزول العذاب قبل أن يأتيهم النذير ؛ فلا يخوفون (٢) بنزل العذاب بهم قبل أن ينذروا ، فلما خوفوا بنزول العذاب بهم قبل أن يأتيهم النذير دل أن الحجة لازمة عليهم ، وأن لله تعالى أن يعذبهم لتركهم التوحيد وإن لم يرسل إليهم الرسل ، فيكون تأويل قوله ـ عزوجل ـ : (وَما كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) [الإسراء : ١٥] على عذاب الاستئصال في الدنيا ليس على عذاب الآخرة ، والله أعلم.
وقوله ـ عزوجل ـ : (قالَ يا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ) :
أي : مبين بما يقع به الإنذار والتخويف ؛ فيكون الإبانة منصرفة إلى النذارة.
ويحتمل أن يكون هذا الوصف راجعا إلى نفسه خاصة ؛ كأنه قال : نذير لكم مبين ، أي : إني لم أقم في دعائي إياكم إلى عبادة الله تعالى وإنذاركم من عند نفسي ، ولكن بما اختصني الله تعالى وولاني ذلك.
ثم الأصل في الإنذار [أن يقتضي] نهيا وفي النهي [أن يقتضي] أمرا ، لكن الإنذار يقتضي نهيا وكيدا ، والنهي الوكيد يقتضي الأمر بالخلاف أمرا وكيدا.
وأما البشارة فهي تقتضي الأمر الوكيد وغير الوكيد ؛ لأنه يستوجب البشارة بكل خير يفعله ، وإن كان للمرء ترك ذلك الخير بخير آخر يأتى به ، فلا يفهم بنفس البشارة الأمر الوكيد ؛ ويفهم بتصريح النذارة كلا الوجهين اللذين ذكرناهما.
وإذا كان كذلك ، فمطلق البشارة لا يدل على تحقيق النذارة ، وأما النذارة فهي تدل على
__________________
(١) في أ : دلالة أن حجته لأن يلزم.
(٢) في أ : يخافونهم.