يعلم قدرة ربه وسلطانه وحكمته في إنشائه أنه يستخرج ما في القبور ويحييهم.
أو يكون قوله : (أَفَلا يَعْلَمُ) ، أي : فيعلم (إِذا بُعْثِرَ ما فِي الْقُبُورِ. وَحُصِّلَ ما فِي الصُّدُورِ).
وقوله ـ عزوجل ـ : (إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ) ، أي : إن ربهم يومئذ لخبير بما كان منهم في الدنيا ، (وَحُصِّلَ ما فِي الصُّدُورِ) ، يقول : فهلا يعلم ـ أيضا ـ أنه يميز ما في الصدور ، ويبين ويظهر ما فيها ، لا يترك كذلك غير مميز ، ولا مبين ، بل يظهر ويميز ، كقوله : (يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ) [الطارق : ٩].
ثم قوله : (إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ) ، أي : عن علم له بذلك يأخذهم ، ويجزيهم بما يجزيهم.
وفي قوله ـ تعالى ـ : (وَحُصِّلَ ما فِي الصُّدُورِ) دلالة أن حصول الأعمال وخلوصها وما يثاب عليها ويعاقب بالقلوب وبالنيات ، لا بنفس الأعمال ؛ حيث قال : (وَحُصِّلَ ما فِي الصُّدُورِ).
قال أهل اللغة وأبو عوسجة : (ضَبْحاً) : الضبح : صوت في الصدر ؛ ضبح يضبح ضبحا ، فهو ضابح.
(فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً) ، أي : هيجن الغبار بحوافرهن ، والنقع : الغبار ، والنقوع : جماعة ، (فَوَسَطْنَ) من التوسط ، أي : صرن في الوسط ، و (لَكَنُودٌ) : كفور ، (وَحُصِّلَ) ، أي : اختبر ؛ يقال : حصلت : أي : اختبرت.
وقال بعضهم والقتبي : (وَالْعادِياتِ) : الخيل ، والضبح : صوت حلوقها إذا عدت.
وقيل : الضبح والضبح واحد في السير ؛ يقال : ضبحت الناقة ، وضبعت.
(فَالْمُورِياتِ) ، أي : أورت النار بحوافرها ، والأرض الكنود : التي لا تنبت شيئا ، ويقال : بعثرت ، أي : قلبت ، فجعل أسفلها أعلاها.
(وَحُصِّلَ ما فِي الصُّدُورِ) ، أي : ميز ما فيها من الخير والشر ، والشك ، واليقين ، والله أعلم.
* * *