تعالى ـ لذلك في الآخرة ما ذكر : (فِي جِيدِها حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ) وهي السلسلة ، ومنه يقال : فلان يحطب ؛ إذا أغرى.
وقال بعضهم (١) : كانت حمالة الحطب حقيقة ، كانت تحمل الحطب الذي فيه الشوك ، وتطرحه في طريق رسول الله صلىاللهعليهوسلم والمسلمين ؛ فأوعدها الله ـ تعالى ـ بما ذكر من حبل من مسد في الآخرة.
ومنهم من قال : إنها كانت كذلك في الدنيا ، كانت تحمل الحطب إلى منزلها ، وكان في جيدها حبل من ليف ؛ فعيرها بذلك ؛ لأنها كانت تعير رسول الله صلىاللهعليهوسلم بالفقر والحاجة.
وذكر أنها كانت تمسك في عنقها حبلا من ليف سرا من زوجها ، وذلك مما لا يتحلى به النساء (٢) ، وليس هو من أسباب الزينة ؛ فأخبر الله ـ تعالى ـ عن سفهها وجهلها ؛ ليكون ذلك سبا وتعييرا مجازاة لما كانت تقوله في رسول الله صلىاللهعليهوسلم ؛ ولذلك قالت لأبي بكر [الصديق](٣) ـ رضي الله عنه ـ : «أما رضي محمد أن يهجو عمه حتى هجاني؟!» أو قالت : «حتى هجاني رب محمد؟!» صلىاللهعليهوسلم (٤) ، والله أعلم.
* * *
__________________
(١) قاله ابن عباس أخرجه ابن جرير (٣٨٢٦٩) ، والبيهقي في الدلائل ، وابن عساكر عنه كما في الدر المنثور (٦ / ٧٠٢) وهو قول الضحاك ، وابن زيد وغيرهما.
(٢) في ب : الناس.
(٣) سقط في ب.
(٤) أخرجه ابن جرير (٣٨٢٨٢) عن يزيد بن زيد.