النَّاظِرِينَ قالُوا ادْعُ لَنا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنا ما هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشابَهَ عَلَيْنا وَإِنَّا إِنْ شاءَ اللهُ لَمُهْتَدُونَ قالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّها بَقَرَةٌ لا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لا شِيَةَ فِيها قالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوها وَما كادُوا يَفْعَلُونَ وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيها وَاللهُ مُخْرِجٌ ما كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ فَقُلْنا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِها كَذلِكَ يُحْيِ اللهُ الْمَوْتى وَيُرِيكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) [البقرة : ٦٧ ـ ٧٣]
قيل : كان في بني إسرائيل رجل موسر ، وله ابنة ، وابن أخ معسر ، فخطب ابنته فأبى أن يزوجه إياها ، فقال : لأقتلن عمي ، ولآخذن ماله ، وكان بنو إسرائيل اثني عشر سبطا ، ولهم مسجد ، لكل سبط باب ، فقتله ، وانطلق به
إلى باب سبط ، وجعل يحثو التراب على رأسه.
وقيل : كان رجل موسر فقتله بنو أخيه ليرثوه ، ثم جاؤا يطلبون الدية (١).
وقيل : كان موسر له ابن عم معسر ، فقتله ليرثه ، فأمرهم الله تعالى بذبح بقرة ، ويضربون المقتول بعضو منها ، ليعود حيا فيخبرهم بالقاتل.
قيل : البعض الذي ضربوا به اللسان ، وقوي ؛ لأن المراد من القتيل كلامه.
وقيل : العجب (٢) ، وقوي ؛ لأنه أول ما يخلق ، وآخر ما يبلى.
__________________
(١) صوابه (يطلبون بدمه) إذ الدية غير مشروعة في شريعتهم كما سيأتي.
(٢) العجب بالفتح : أصل الذنب.
وفي تفسير الحاكم (واختلفوا فقيل : ضربوه بفخذ البقرة ، فقام حيا ، وقال : قتلني فلان ، ثم عاد ميتا عن مجاهد وعكرمة ، وقيل : ضربوه بالبضعة التي بين الكتفين ، عن السدي ، وقيل : ضرب بالذنب ، عن الفراء ، وسعيد بن جبير ، وقيل : بالغضروف ، وقيل : ببعض من أبعاضه ، وقيل : بلسانها عن الضحاك).