وقيل : أراد به الأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، وهذا مروي عن سفيان
وقال جعفر بن مبشر (١) والأصم : المراد به الدعاء إلى الله ، كما قال تعالى في سورة النحل : (ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ) وقيل : أراد حسن القول.
ثم اختلف هؤلاء فقيل : ذلك عام في المسلم والكافر ، وهذا مروي عن محمد بن علي (٢) ، وأبي عبيدة.
__________________
(١) (جعفر بن مبشر) الثقفي المعتزلي البغدادي ، قال المتوكل على الله : هو من شيعة المعتزلة ، وممن يوجب الهجرة من دار الفسق ، ومن المفضلين عليا عليهالسلام ، ويقال : علم كعلم الجعفرين ، قلت : ليس للجعفرين رواية في الحديث ، ولا ترجمة ، إنما شهرتهما في علم الكلام ، وفاة جعفر بن مبشر سنة ٢٣٤ ه.
(٢) محمد بن علي : هو الإمام محمد بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، الهاشمي ، الحسيني ، أبو جعفر ، الباقر ، سمي به لتبقره في العلم ، قال الشاعر :
يا باقر العلم لأهل التقى |
|
وخير من يمشي على الأرجل |
مولده بالمدينة ثالث صفر سنة ٥٧ ه وكان عمره يوم قتل الحسين ثلاث سنين ، حدث عن أبيه ، وخلق ، وأدرك جابر بن عبد الله ، وروى عنه ، وعنه أولاده ، وجابر الجعفي ، روي عنه سبعين ألف حديث ، وكان يقول في أخيه زيد : لقد أوتي زيد علينا من العلم بسطة ، وفي تاريخ وفاته اختلاف أصحها أنه توفي سنة ١١٨ ه ومات بالجحفة ، ونقل إلى المدينة ، ودفن بالبقيع ، بقبة فاطمة والعباس ، وأبيه علي ، والحسن بن علي ، خرج له أئمتنا جميعهم والمحدثون.
(٣) ومثله في الحاكم ولفظه (واختلفوا في معنى حسنا ، فقيل : يعني صدقا ، حقا في شأن محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم فمن سألكم فاصدقوا وبينوا صفته ، ولا تكتموا أمره عن ابن عباس وابن جريج ، وسعيد بن جبير ، ومقاتل ، وقيل : مروهم بالمعروف ، وانهوهم عن المنكر عن سفيان ، وقيل : الدعاء الى الله تعالى كما قال (ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ) عن الأصم وجعفر بن مبشر ، وقيل : قولوا لهم قولا حسنا ، ثم اختلف هؤلاء ، ـ