وقيل : سألت قريش النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يجعل الصفا ذهبا.
وقيل : قال بعضهم : أرنا الله ، وعن أبي علي : سأل قوم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يجعل لهم ذات أنواط كما أن للمشركين ذات أنواط ، وهي شجرة كانوا يعبدونها ، ويعقلون عليها المأكول والمشروب ، فقال تعالى : (أَمْ تُرِيدُونَ) استفهام على طريق الإنكار (كَما سُئِلَ مُوسى مِنْ قَبْلُ) وذلك كقولهم لموسى عليهالسلام : (اجْعَلْ لَنا إِلهاً) [الأعراف : ١٣٨] وقولهم : (أَرِنَا اللهَ جَهْرَةً) [النساء : ١٥٣] (١).
وهذه الآية الكريمة قد دلت على أن سؤال التعنت قبيح ؛ لأن الواجب أن يكون للاسترشاد. ودلت على أن التشبه بأهل الضلال معصية ، وقد ورد في الحديث : (من تشبه بقوم كان منهم) (٢).
قال الإمام المؤيد بالله يحي بن حمزة عليهالسلام : ويكره وضع الأحجار في المساجد ، وكذا تعليق الخيوط ، وأهداب الثياب في بعض أحجار المساجد ، ويكره لمسها للتبرك ، لما روي أن عمر قال في الحجر
__________________
(١) وقال الحاكم في تفسيره (وروي عن ابن عباس أن رافع بن حرملة ووهب بن زيد قالا لرسول الله : ائتنا بكتاب تنزله علينا من السماء يقرأ ، أو فجر لنا أنهارا نتبعك ، فأنزل الله هذه الآية. وعن الحسن المراد به مشركي العرب ، وقد سألوا وقالوا ، أن يأتي بالله والملائكة قبي ، وقالوا (أَوْ نَرى رَبَّنا) وعن السدي سألت العرب محمدا أن يأتيهم بالله فيروه جهرة ، وعن مجاهد سألت قريش محمدا ، أن يجعل لهم الصفا ذهبا ، فقال : نعم هو لكم ، كالمائدة لبني اسرائيل ، فرجعوا ، وعن ابي علي ، سألوا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في محلات منها ما سأله قوم أن يجعل لهم ذات أنواط ، كما أن للمشركين ذات أنواط ، وهي شجرة كانوا يعبدونها ، ويعلقون عليها الماكول والمشروب كما سألوا أن يجعل لهم الها (كَما لَهُمْ آلِهَةٌ) ، وقيل : إن اليهود قالوا : يا محمد آمنا بكتاب من السماء جملة كما أوتي موسى فنزلت الآية.
(٢) في نسخة ب (فهو منهم) والحديث : أخرجه أبو داود ٤ / ٤٤ ، برقم ٤٠٣١ ، وأحمد في مسنده ٢ / ٥٠.