وعلى ذي رحمك اثنتان ؛ لأنها صدقة وصلة» (١) وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : (أفضل الصدقة على ذي الرحم الكاشح) (٢) لكن اختلف أهل التفسير : هل أراد بهذا الإيتاء التطوع ، أو الواجب؟ فقيل : أراد بالإيتاء هنا التطوع ، ويكون هذا حضا على نوافل الصدقات ، والمبار.
وفي الحديث : (نسخت الزكاة كل صدقة) (٣) يعني : وجوبها ، والمراد بالنسخ لما عدا نفقة القرابة ، والمماليك ، والمضطرين ، وروي : «ليس في المال حق سوى الزكاة» (٤) وقيل : بل أراد الواجب. واختلف ما ذلك الواجب؟ فقيل : إنه حق واجب سوى الزكاة ، نحو إطعام من يحضر الحصاد ، وهذا مروي عن الشعبي ، ومجاهد ، وعن الشعبي : «إن في المال حقا سوى الزكاة» وتلا هذه الآية.
وقال القاضي : نحو ما يلزم من إطعام المضطر.
وخص هؤلاء ؛ لأن غالب الإضطرار معهم ، ووجه حملها على الواجب أنه تعالى علق التقوى بذلك ، ولم تحمل على الزكاة ؛ لأنه تعالى ذكرها بعد هذا.
__________________
(١) أخرج مسلم نحوه في كتاب الزكاة ، باب فضل النفقة والصدقة على الأقربين ، وأخرجه ابن ماجه ١ / ٥٩١ رقم ١٨٤٤ ، وأحمد ـ الفتح الرباني ٩ / ١٩١ ١٩٢ رقم ٢٤١. ح / س
(٢) رواه الحاكم في المستدرك ١ / ٤٠٦ ، قال ابن حجر في تخريج الكشاف : أخرجه عبد الرزاق ، والحاكم ، والبيهقي ، والطبراني ، من رواية ابن عيينة ، عن الزهري ، عن حميد بن عبد الرحمن ، عن أمه أم كلثوم بنت عقبة .. الخ انظر الكشاف ١ / ١٦٥. ومعنى (ذي الرحم الكاشح) في الصحاح تقول : طوى فلان عن كشحه ، إذا قطعك ، والكاشح : الذي يضمر لك العداوة (حاشية عليان على الكشاف ١ / ١٦٥) ح / س.
(٣) في الكافي الشافي تخريج أحاديث الكشاف لابن حجر (أخرجه الدارقطني ، والبيهقي ، من حديث علي عليهالسلام). (ح / س).
(٤) أخرجه ابن ماجه ١ / ٥٧٠ رقم ١٧٨٩. ح / س.