من الظهور والتجلي ، ومنه منصة العروس ، ويقال : نصت الضبية رأسها إذا رفعته قال امرؤ القيس (١) :
وجيد كجيد الريم ليس بفاحش |
|
إذا هي نصته ولا بمعطل |
ويقال : نص الرجل في السير إذا رفع فيه ، وفي الحديث : (كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يسير العنق (٢) في إفاضته من عرفة في طريق المأزمين ، فإذا وجد فرجة نص ، ويروى فجوة).
وأما في الاصطلاح فقيل : إنه يطلق على أحد ثلاثة أشياء.
الأول : لما ظهرت دلالته فيدخل في هذا الظاهر ، وقد حكي عن الشافعي (٣) أنه سمى الظواهر نصوصا ، وهو مطابق للمعنى اللغوي.
الثاني : وهو الأشهر أنه اللفظ الذي لا يتطرق إليه احتمال ولا تأويل ، والذي لا يفيد إلا ما هو نص فيه ، فلو قال : اضرب عبيدي ـ فهو
__________________
(١) ستأتي ترجمته.
(٢) العنق : سير سريع معتدل. (والحديث أخرجه البخاري في كتاب الحج ، باب السير إذا دفع من عرفة ، ومسلم في كتاب الحج ، باب الإفاضة من عرفات إلى المزدلفة. وأبو داود ٢ / ١٩١ رقم ١٩٢٣. وابن ماجه ٢ / ١٠٠٤ رقم ٣٠١٧. ح / س
(٣) محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع القرشي المطلبي ، الشافعي أبو عبد الله ، شهرته معروفة ، وعلومه موصوفة ، وقد صنف فيه الزمخشري كتابا وغيره ، حتى بلغ كلامهم إلى حد الغلو ، قال أبو عبيد : ما رأيت رجلا قط أكمل من الشافعي ، قال الشافعي : قدمت على مالك ، وقد حفظت الموطأ ، فقال لي : احضر من يقرأ لك ، فقلت : أنا قارئ ، فقرأت عليه الموطأ حفظا ، فقال لي : إن يكن أحد يفلح فهذا الغلام ، وكان ابن عيينة يرجع إليه ، وهو غلام ، وأفتى وهو ابن خمس عشرة ، قالوا : وهو أول من صنف في أصول الفقه ، واستنبطه ، وأما تشيعه فظاهر ، وهو أحد دعاة الإمام يحي بن عبد الله ، وامتحن بسبب ذلك ، وله أشعار تدل على ذلك ، ولد في اليوم الذي توفي فيه أبو حنيفة بمدينة غزة ، وتوفي يوم الجمعة بمصر آخر يوم من رجب سنة ٢٠٤ ه ودفن بالقرافة الصغرى.